بعد أن أقبرت كل من موريتانيا وليبيا المناورة الخبيثة للنظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، التي كان يسعى من خلالها خلق “تكتل مغاربي”، يستثني المملكة، في محاولة يائسة لعزلها عن محيطها الإقليمي، خرج وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أمس الخميس بتصريحات، يدعي من خلالها أن الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع مؤخرا بتونس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، “ليس بديلا عن اتحاد المغرب العربي”.
وقال عطاف إن اللقاء التشاوري بين القادة الثلاثة بتونس “ليس موجها ضد أي طرف”، مشيرا الى أن اتحاد المغرب العربي يظل “مشروعا وهدفا تاريخيا”، وأن باب المشاورات يبقى “مفتوحا أمام الجميع إذا توفرت النية والإرادة السياسية”.
وجاءت تبريرات النظام العسكري الجزائري هذه بعد أن تيقن من فشله الذريع في خلق تكتل مغاربي يستثني الرباط، في ظل رغبة جنرالات قصر المرادية في خلق كيان بديل عن اتحاد المغرب العربي لمعاكسة المغرب ومصالحه الاستراتيجية، وتمرير أجنداتهم المعادية للوحدة الترابية للمملكة.
ويشار إلى أنه بعد ساعات قليلة من عقد “اللقاء الثلاثي التشاوري ” بتونس، حل بالمغرب مبعوث ليبي عن المجلس الرئاسي الليبي، الذي شارك رئيسه في هذا الاجتماع، حاملا رسالة خطية من رئيس المجلس إلى الملك محمد السادس.
وقال السفير أبو بكر إبراهيم الطويل، القائم بأعمال السفارة الليبية بالمغرب، في تصريح للصحافة عقب استقبال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء الماضي بالرباط، مبعوث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، سامي المنفي، إن هذه الزيارة تأتي لتؤكد تميز العلاقات الأخوية التي تربط بين ليبيا والمغرب.