يوم بعد آخر، تتفاقم العزلة الخانقة التي يتخبط فيها النظام العسكري الجزائري منذ مدة، حيث بدأ حبل سياسته الفاشلة يلتف حول عنق جنرالات قصر المرادية.
ويرى مراقبون أن النظام العسكري الجزائري فتح أبواب الخلاف مع قوى إقليمية ودولية بسبب موقفه الرافض لما أسماه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بـ”المرتزقة”، الذين دعا إلى سحبهم من ليبيا، والسماح للشعب الليبي بالذهاب إلى انتخابات تفرز مؤسسات شرعية، لكن اللافت أن روسيا وتركيا اللتين تربطهما بالجزائر علاقات إستراتيجية على رأس المعنيين برسالة تبون، مما يمهد لظهور خلافات ستلقي بظلالها على العلاقات الثنائية.
وأوضحوا أن عسكر الجزائر يريد الرد على روسيا وتركيا اللتين تريدان سحب البساط منها في مالي والساحل الأفريقي، عبر إبراز موقف يتعارض مع مصالحهما في ليبيا بالدعوة إلى سحب المرتزقة من البلاد، نظرا لما يشكلونه من تهديد لأمن واستقرار ليبيا والمنطقة عموما، لاسيما وأن البلدين يشتركان في حدود برية تقدر بنحو ألف كيلومتر.
ويشار إلى أن جنرالات قصر المرادية، الذين يعيشون نكسة بسبب سياستهم الفاشلة، أصبحوا يشعرون بأن رؤيتهم صعبة و ضبابية و أنهم لا يمتلكون مخططات لإخراج البلاد من الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها.