اعترف النظام العسكري الجزائري بفشله في لعب دور الوساطة في النيجر، والذي ظل يلهث وراءه للخروج من عزلته، حيث أعلن أنه قرر إرجاء المشاورات في هذا الشأن.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أنه تم “إرجاء الشروع في المشاورات التحضيرية المزمع القيام بها إلى حين الحصول على التوضيحات التي تراها ضرورية بشأن تفعيل الوساطة الجزائرية“.
ويأتي قرار النظام العسكري الحزائري هذا كمحاولة للتخفيف على آثار الصفعة المدوية التي تلقاها من المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الذي رد بقوة عن ادعاء الكابرانات بخصوص قبول مبادرتهم لحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.
وكانت وزارة الخارجية النيجرية قد أكدت على أن نيامي لم توافق على مهلة الأشهر الستة المقترحة في المبادرة الجزائرية، وإنها تفاجأت ببيان الخارجية الجزائرية الذي يتضمن موافقتها على المبادرة المذكورة.
وتفاقم التوثر بين الجزائر والنيجر بشكل ملحوظ، إثر تداول محادثة هاتفية سرية بين الرئيس الجزائري والرئيس الفرنسي، أبدى فيها تبون انزعاجه وانتقاده للجنرالات النيجيريين الذين يسيرون شؤون البلاد بعد الانقلاب الذي جرى في يوليوز الماضي.
وقد كشف قرار إرجاء المشاورات من جديد للرأي العام الدولي عن الحجم الحقيقي للكابرانات، وعجزهم عن لعب دور الوساطة في الأزمة النيجيرية، كما يسعون لذلك.