العاهل المغربي: مايبعث على الأسف هو التمادي في الخلاف لتعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي

خصص العاهل المغربي حيزا وافرا من خطابه بمناسبة عيد العرش، لموضوع اتحاد المغرب العربي، مجددا إرادة المغرب الراسخة “في بناء اتحاد قوي، عماده علاقات ثنائية متينة، ومشاريع اقتصادية اندماجية”.
وفي تلميح إلى الجارة الجزائر الشقيقة، دون تسميتها، قال الملك محمد السادس، “إننا نؤمن بأن الخلاف ليس قدرا محتوما. وهو أمر طبيعي في كل التجمعات. فالاتحاد الأوروبي مثلا، كان ولا يزال يعرف بعض الخلافات بين أعضائه. إلا أنها لا تصل حد القطيعة. غير أن ما يبعث على الأسف هو التمادي في الخلاف لتعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي”.
وأردف العاهل المغربي موضحا، أنه “مهما كان حجم هذا الخلاف، فإنه لا يبرر مثلا، استمرار إغلاق الحدود.”
وأبرز أن    الوضع  بلغ حدا “لا يفهمه ولا يقبله المواطن المغاربي، لدرجة أن عددا من الذين التقيت بهم، خلال جولاتي في بعض الدول الشقيقة، يسألون باستغراب عن أسباب استمرار هذا الإغلاق، ويطلبون رفع الحواجز بين شعوبنا”.
وقد كان جوابه لهم دائما، “أن المغرب ما فتئ يدعو، منذ أزيد من ست سنوات، لإيجاد حل لهذا الوضع الغريب. إلا أن كل المبادرات المغربية الجادة، تقابل بتعنت ورفض ممنهج، يسير ضد منطق التاريخ والشرعية، ويتنافى مع حقوق شعوبنا في التواصل الإنساني، والانفتاح الاقتصادي”.
وحرصا على جعل العلاقات الثنائية عماد بناء الاتحاد المغاربي، عبر العاهل المغربي عن ارتياحه للنتائج الإيجابية للزيارة التي قام  بها مؤخرا لتونس، ولما لقيه من حفاوة وترحيب، “سواء من طرف الشعب التونسي الأصيل، أو من قبل مؤسساته الوطنية. وهو ما كان له أطيب الأثر في نفسي”.
وأكد أنه واثق بأن تونس “ستواصل مسارها السلمي، على درب توطيد دولة المؤسسات، وتحقيق التنمية والرخاء لأبنائها”.
“أما على المستوى العربي، يضيف العاهل المغربي،فإن الوضع الكارثي، الذي تعرفه عدد من دوله، يبعث على الحسرة والانشغال العميق.
فالأزمة بكل من سوريا والعراق، ليست إلا تجسيدا لهذا الوضع الخطير، الذي يجتازه العالم العربي، وتغذيه السياسات الإقصائية والصراعات المذهبية والطائفية، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة حجم المأساة الإنسانية، التي يعانيها هذان الشعبان الشقيقان”.
وقال “إن الأمر لا يتعلق بأزمة جهوية فقط، وإنما بمستنقع خصب لقوى التطرف والإرهاب الأكثر عنفا، والأكثر تهديدا لأمن بلداننا، بل للأمن والاستقرار عبر العالم”.
وشدد على الحاجة اليوم، “إلى منظومة عربية متكاملة ومندمجة اقتصاديا، وموحدة ومنسجمة سياسيا، تجعل من عالمنا العربي قطبا جيو– سياسيا وازنا في العلاقات الدولية، قادرا على الدفاع عن القضايا العربية المصيرية”.

أما في ما يخص القضية الفلسطينية، فقد جدد  الملك محمد السادس،إدانة المغرب القوية للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وأشار إلى انه “تجسيدا لتضامننا الملموس، مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المحنة، فقد كنا سباقين لتقديم دعم مادي لضحايا هذا العدوان، وفتحنا المستشفيات المغربية أمام الجرحى والمصابين منهم، وذلك إسهاما في التخفيف من معاناتهم، في هذا الظرف العصيب”.
كما أكد دعمه لجميع المبادرات الدولية البناءة، من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم، على أساس حل الدولتين.
وزاد قائلا، بأنه  “نهوضا بأمانتنا في الدفاع عن القدس الشريف، فقد أصدرت لجنة القدس، التي أتشرف برئاستها، بمناسبة انعقاد دورتها العشرين، بمدينة مراكش، توصيات قوية، دعما لمفاوضات السلام، وحفاظا على الهوية الروحية والحضارية للقدس، من الانتهاكات الإسرائيلية اللامشروعة.
وقد عرفت هذه الدورة أيضا اعتماد الخطة الإستراتيجية الخماسية لعمل وكالة بيت مال القدس الشريف، لدعم القطاعات الحيوية، من خلال مشاريع مضبوطة في برمجتها ووسائل تمويلها”.
و”دعما لصمود إخواننا المقدسيين في أرضهم”، شدد العاهل المغربي حرصه “على مواصلة الوكالة لأعمالها الميدانية، وتقديم الدعم المباشر والملموس لهم، والتجاوب مع احتياجاتهم الملحة”.

اقرأ أيضا

تونس وليبيا

بعد مناورة الجزائر لتكثل مغاربي.. تونس تغلق معبرا مع ليبيا إثر اشتباكات مسلحة

لم تمر إلا أيام قليلة عن كشف النظام العسكري الجزائري على مناورة جديدة، كان يحاول من خلالها يائسا معاكسة المغرب، عن طريق تشكيل تكثل مغاربي يضم بلاد العسكر وتونس وليبيا،

الطيب البكوش

يعد تصريحات وزير خارجيته.. الاتحاد المغاربي يحرج النظام الجزائري

ردت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي على النظام العسكري الجزائري، إثر التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيته أحمد عطاف مؤخرا لمنصة "أثير" التابعة لقناة الجزيرة القطرية والتي أعلن فيها استعداد بلاده

الشراكة الناضجة

“الشراكة الناضجة” بين الخليج والمغرب

"الشراكة الناضجة" هو مفهوم ورد على لسان الملك محمد السادس، ضمن كلمته الافتتاحية التي ألقاها في القمة الخليجية ـ المغربية، التي عقدت في الرياض مؤخراً.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *