زيارة العاهل الإسباني للمغرب تعكس التوافق السياسي بين البلدين

قال الخبير المغربي في العلاقات المغربية الاسبانية، عبد الرحمان الفاتحي، إن زيارة العاهل الإسباني فيليبي السادس للمغرب “تعكس بشكل جلي التوافق السياسي بين البلدين، كما تعزز التقارب نحو أفق تعاون اقتصادي أرحب في محيط إقليمي حافل بالمتغيرات الجيواستراتيجية”.
وأضاف الفاتحي، وهو أيضا رئيس شعبة الدراسات الإسبانية بجامعة عبد المالك السعدي، أن هذه الزيارة تعكس أيضا “موقع المغرب في خريطة اهتمام الدولة الاسبانية في كل المجالات، كما تعكس في الآن ذاته المكانة التي تحتلها اسبانيا في وجدان وعقل المغاربة كبلدين تربطهما العديد من الأواصر التاريخية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، وشاءت الجغرافيا كما شاء التاريخ أن يتقاسم البلدان العديد من الخصائص المشتركة، التي لا يمكن أن تمحوها الذاكرة الحية ولا تحولات كل الأزمنة”.
واعتبر الخبير المغربي، الذي سبق وأن ألف العديد من الكتب ونشر بحوثا تهم العلاقات المغربية الاسبانية، أن زيارة العاهل الاسباني، الذي يحل ضيفا خاصا على الملك محمد السادس، غدا الاثنين، تعطي الدليل على أن المد والجزر الذي قد يطبع العلاقات الثنائية في بعض الفترات لا يمكن أن يزعزع الثوابت التي تقوم عليها روابط البلدين، بدليل أن المغرب يعد شريكا اقتصاديا استراتيجيا لإسبانيا على المستوى الإفريقي وهو ما تثبته الأرقام والمعطيات، وتعد اسبانيا الشريك الأول للمغرب على المستوى الخارجي وواحدة من المستثمرين الرئيسيين.
وتوقف الباحث أيضا عن تطابق وجهات النظر حول قضايا استراتيجية سياسية دولية، وتوافق المملكتين السياسي بشأن القضايا الإقليمية وحرصهما المشترك على تعزيز الاستقرار بالمنطقة.
وأشار السيد الفاتحي الى أن التقارب الوثيق بين البلدين، الذي تعكسه زيارة العاهل الاسباني بجلاء، يعكسه “الفهم العاقل والرزين لقائدي المملكتين للقضايا الكبرى التي يتفاعل معها البلدان إقليميا ودوليا، وحرصهما الأكيد على نشر قيم التسامح ونبذ العنف ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، مما ساهم في تعميق احترام المجتمع الدولي للبلدين”
.وأكد أن زيارة العاهل الاسباني للمغرب تعد كذلك فرصة “مهمة لتعميق التشاور والتعاون بشأن القضايا الإقليمية التي تهم البلدين في ظل وخضم التحولات السياسية والاقتصادية التي تعرفها مدريد في الآونة الأخيرة، والدفع بعجلة التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والثقافية والأمنية الى الامام”، مع “العمل سويا، بروح من التفاؤل والتضامن البيني، لإزالة كافة العراقيل التي قد تواجه بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية”.
وخلص الباحث إلى أن زيارة العاهل الاسباني للمغرب هي بمثابة “عربون ثقة القارة العجوز في المملكة المغربية، التي تعد مثالا حيا للانفتاح والحوار والتعايش الحضاري والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في محيط يتسم بتحولات عميقة وببروز بقع التوتر التي يقتضي تجاوزها تضافر جهود متواصلة وحثيثة إقليمية ودولية “.

اقرأ أيضا

النيجر ترحب بمصادقة مجلس الأمن على القرار التاريخي 2797 الذي يكرس المخطط المغربي للحكم الذاتي

رحبت النيجر، اليوم الثلاثاء، بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار التاريخي رقم 2797، الذي يكرس في إطار السيادة المغربية، مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة كأساس جدي، وذي مصداقية ودائم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية.

بوركينا فاسو تجدد دعمها الثابت للوحدة الترابية للمغرب وتشيد بالمصادقة على القرار التاريخي 2797

جددت بوركينا فاسو، اليوم الثلاثاء، دعمها الثابت والدائم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدة بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار التاريخي 2797 الذي يكرس في إطار السيادة المغربية، مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة كأساس جاد وذي مصداقية ومستدام من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية.

المغرب يدعو الشركاء الدوليين إلى دعم المبادرات الإفريقية في مجال مساندة ضحايا الإرهاب

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن المملكة تدعو الشركاء الدوليين إلى دعم المبادرات الإفريقية في مجال مساندة ضحايا الإرهاب، وتمويل الآليات المبتكرة، بما فيها الشبكات القارية والمنصات الرقمية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *