تتجه أنظار كل المراقبين السياسيين اليوم وغدا إلى مجلس الأمن في مدينة نيويورك، ترقبا لمعرفة محتوى تقريره الجديد، خاصة في ظل عدد من المستجدات، لعلها أبرزها هو الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في المحمدية، أن هناك بالفعل ازدواجية في المعايير لدى واشنطن في التعامل مع المغرب من خلال قضية وحدته الترابية.
للمزيد: الشيخ بيد الله: خطاب الملك في الرياض اتسم بالصراحة والمكاشفة
وأوضح في تصريح لموقع “مشاهد24″، عبر الهاتف، أن التحول في الموقف الأمريكي، لايمكن اعتباره تحولا جذريا، بل هو تكتيكي، مستدلا على ذلك ببعض التصريحات الواردة على ألسنة بعض المسؤولين الأمريكيين داخل أروقة الأمم المتحدة، قبل صدور تقرير مجلس الأمن.
واستحضر في هذا السياق ما سجله أحد أعضاء البعثة الأمريكية في مجلس الأمن، من تنويه بمخطط مقترح الحكم الذاتي، واصفا إياه بأنه جدي وواقعي وذو مصداقية، غير أن هناك ” تلاعبا بالكلمات”، من طرف الأمريكيين، يعطي الانطباع بأن هذه المبادرة ليست حلا واقعيا.
إقرأ ايضا: حديث الصحف: الطعنة الأمريكية التي تحدث عنها الملك تخرج إلى العلن
وتأسيسا على ذلك، فإن التوجه الحالي لدى الأمريكيين هو الضغط من أجل عودة بعثة المينورسو، إلى الصحراء وربطها بإجراء الاستفتاء، وهو الأمر غير المقبول نهائيا من طرف المغرب لاستحالة تطبيقه، نظرا للعديد من الاعتبارات.
وأردف المتحدث ذاته، أن التحول في الموقف الأمريكي ليس جديدا، فقد بدأت إرهاصاته الأولى تلوح في الأفق منذ سنة 2012، حين جرى طرح قضية مراقبة حقوق الإنسان لتكون أحد مجالات أنشطة ” المينورسو”، مادفع المغرب إلى بذل مجهود كبير من أجل الحيلولة دون ذلك، علما أن مهمة الأمم المتحدة محددة دائما في استتباب الأمن، ولا تشمل أي مجال آخر.
واعتبر زين الدين أن ملف الصحراء، وفي ضوء التطورات الأخيرة، دخل مرحلة دقيقة لم يسبق له أن عرفها من قبل، بسبب التحول النوعي لمساره، من خلال انزلاقات السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه، وما ترتب عن ذلك من توتر في العلاقة بين المغرب والمنظمة الأممية، إضافة إلى سعي بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إعادة تشكيل خريطة العديد من الدول في العالم.
ويعد أن انتقد بشدة سلوك السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء، باعتباره أحد مصادر تعقيدات القضية، قال إن هناك تقديرات غير صائبة من طرف الأمريكيين للمشرفين على هذا الملف، مؤكدا أنه ” عندما تكون المنطلقات خاطئة، فإن النتائج تكون خاطئة”.
السليمي ل” مشاهد24″: “روس” منحاز ل”البوليساريو”ولايقوم بدوره كمبعوث أممي
ولم يفت زين الدين ان يتوقف عند بعض العوامل التي تتحكم في الموقف الأمريكي، ومن بينها ” لوبيات الضغط” والمراكز الحقوقية ومكاتب الدراسات، التي يتم شراءها من طرف خصوم المغرب، وفي طليعتهم الجزائر، التي تتبنى أكبر أكذوبة في التاريخ، وهي قضية ما يسمى ب”تقرير المصير”.
وفي ختام تصريحه، حث زين الدين المغرب على الاستمرار في النهج الذي يسلكه في الدفاع عن وحدته الترابية، بطريقة واقعية وعقلانية، عن طريق جبهة داخلية متماسكة، و”دبلوماسية فعالة تفكر بهدوء، وتضرب بقوة”، على حد تعبيره.
روابط ذات صلة: الملك سلمان يؤكد دعم دول الخليج لقضية الصحراء المغربية