نوه السيد عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، بمدينة مراكش، ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، بما أسفرت عنه القمة المغربية الخليجية من قرارات تهدف إلى تكريس الشراكة الاستراتيجية.
واعتبر البلعمشي، في تصريح عبر الهاتف، لموقع ” مشاهد 24″، أن هذا التوجه نحو الشراكة هو بمثابة بديل للشراكة العربية العامة، وبديل ايضا لرسم تحالفات جديدة في شمال افريقيا والشرق الأوسط.
للمزيد: بوريطة: شراكة المغرب والخليج ستمنح العالم العربي الاستقرار
وأضاف المتحدث ذاته، أن من إيجابيات القمة المغربية الخليجية، ما تحدثت عنه التقارير من مضاعفة الاستثمارت الخليجية في المغرب، اقتناعا من الدول الخليجية بأن هذا البلد هو البيئة الأكثر ملاءمة للاستثمار، اعتبارا لعدة معطيات، من بينها عامل الاستقرار، إضافة إلى أنه يشكل واجهة حضارية مفتوحة على أوروبا.
وأوضح البلعشمي أنه رغم ما سيجنيه المغرب من مكاسب اقتصادية هامة من وراء هذه الشراكة الاستراتيجية، فإن الأهم، في نظره، هو المكسب السياسي، المتمثل في الإعلان الرسمي لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عن دعم قضية الصحراء، في موقف واضح إلى جانب الحقوق الشرعية للمملكة المغربية.
إقرأ ايضا: التكامل الخليجي – المغربي
وذكر أنه لم يسبق لأي مسؤول أو قائد عربي، في الماضي، أن عبر بمثل هذا الوضوح إزاء قضية الصحراء المغربية ومخطط الحكم الذاتي، كما جاء في بيان قادة مجلس التعاون الخليجي، ” وهذا يشكل سندا قويا لنا في مواجهة خصوم وحدتنا الترابية، وفي مقدمتهم الجزائر”.
وفي المقابل، يرى رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن مجلس التعاون الخليجي يعتمد أيضا على وقوف المغرب إلى جانبه بخصوص القضايا السياسية، وفي مواجهة العديد من التحديات الأمنية والعسكرية، في إطار من التعاون يشمل مختلف المجالات.
ولم يفت الباحث والمحلل السياسي، أن يؤكد أن هذه القمة المغربية الخليجية غير مسبوقة في تاريخ البلدان المشاركة فيها، مشيرا في نفس الوقت، إلى أن الروابط السياسية، وخاصة مع المملكة العربية السعودية، ظلت متجذرة دائما، وتكتسيها أبعاد اقتصادية وتقارب في وجهات النظر إزاء القضايا المشتركة.
دول مجلس التعاون الخليجي: قضية الصحراء المغربية هي أيضا قضيتنا
ووصف هذه العلاقات، بكونها بلغت حاليا مرحلة متقدمة من النضج، وبدأت في البحث لها عن نوع من المأسسة، وفق استراتجية تبلورت من خلال تطابق في السياسة الخارجية، إلى حد بعيد، مع توجه الملك محمد السادس والعاهل السعودي وقادة مجلس التعاون الخليجي، وهو الأمر الذي أسفر عن تتويج ذلك بتكريس الشراكة كاختيار استراتيجي.
وفي استعراضه للمراحل التاريخية لعلاقات المغرب مع بلدان الخليج العربي، أبرز أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، بالمدينة الحمراء، أن “الظروف لم تكن ناضجة” سنة 2011، حين وجهت الدعوة إلى المغرب للانضمام إليها، ” أما الآن فقد تم التوصل الى الصيغة الأنسب للشراكة بين المغرب ودول الخليج العربي”.
وتحدث عن بعض العوامل المؤدية إلى اختيار الشراكة كأفق استراتيجي، ومنها أن الوضع الإقليمي في أزمة، إضافة إلى غياب انسجام في الرؤى لدى مختلف الدول العربية، مما أدى إلى عدم تواجد توافق لضمان أسس التضامن العربي، في ظل الشرخ الذي يكتنف علاقاتها، نتيجة تبعيات ” الربيع العربي” وتداعياته، ومحاولات قوى اقليمية ودولية اختراق المجالات التي تشكل عمق الدول العربية”.
روابط ذات صلة: حديث الصحف: اهتمام إعلامي واسع بمضامين خطاب الملك في الرياض