أيام قليلة تفصلنا عن مشاهدة السلفيين الجهاديين، وهم يؤسسون جمعية تلم شملهم، هدفها لم يأتي من فراغ، فصاحب الفكرة، يرى أنها وسيلة معبرة للمصالحة من الماضي وأيضا مع الدولة.
وفي هذا الصدد، قال عبد الكريم الشادلي، أحد معتقلي السلفية الجهادية سابقا، وقيادي في حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في تصريح لـ مشاهد24، إنه سيطلق جمعية جديدة، اختير لها من الأسماء “الجمعية الوطنية لإدماج المعتقلين”، سيتم إعلانها على الأرجح في منتصف شهر مارس الجاري، بمقر حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية في الرباط، سيتكتل فيها كل السلفيين بالمغرب، الذين تم الافراج عنهم، وأيضا أعضاء من حركة عشرين فبراير، الذين تم اعتقالهم وأفرجت عنهم الدولة في السابق، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية مقالات الرأي أو العقيدة، كي يطالبوا بالتعويض، وجبر الضرر عن سنوات الاعتقال.
وشدد الشادلي، أن دور الجمعية هو “مد جسور الثقة بين السلفيين والدولة، وتحقيق المصالحة المنشودة، والعمل على إقحامهم في النسيج الاجتماعي، وإدماج المعتقلين السابقين في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كي ينخرطوا في نهاية المطاف في أسلاك الوظيفة العمومية”.
وأضاف المتحدث، أن المعتقلين “سيطالبون بالتعويض وجبر الضرر عن السنوات التي قضوها في الاعتقال”، مشيرا إلى أن “حاملي الشهادات منهم سيطالبون بإدماجهم في الوظائف العمومية”.
واستطرد المتحدث ذاته، وهو يفسر لـ مشاهد24 أسباب ميلاد هذه الجمعية، قائلا: “غالبية الذين توجهوا للقتال في بؤر التوتر، وأعني سوريا والعراق، من المعتقلين السلفيين، ومن خلال التحريات التي قمت بها عنهم تبين لي أن السبب الذي أدى بهم للحاق بهذه التنظيمات الإرهابية، هو غياب فرص العمل بعد مغادرة أسوار السجن، حيث بقوا عرضة للشارع والأفكار الهدامة دون إدماج اجتماعي أو اقتصادي”، مبرزا أن “هذا هو الهدف الرئيسي، الذي ستشتغل عليه الجمعية الجديدة”.
وأكد الشادلي، أن الجمعية مستقلة، لا تنتمي إلى أي حزب في الساحة السياسية، وبالتالي فتمويلها سيكون ذاتيا وأيضا من طرف المحسنين، مبرزا أن من سيتكلف بعملية الإدماج هم مجموعة من السلفيين الذين يتوفرون على شهادات عليا.
إقرأ أيضا: الشيخ الشاذلي ل مشاهد24:” نحن أهل الاختصاص ونملك مفاتيح محاربة التطرّف”