بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي، عاد الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة، ليكرر في برقية إلى الملك محمد السادس، نفس الكلام الذي اعتاد اجتراره، على مدار الأعوام السابقة، مدعيا أنه مع الوحدة المغاربية، بينما تنحو سياسته، منحى مغايرا ومعاكسا تماما لحلم الشعوب المغاربية.
هذا بالضبط ما عبر عنه ، في تعليق له على هذه البرقية، السيد الموساوي العجلاوي، الباحث والمحلل السياسي المعروف، في تصريح له لموقع ” مشاهد 24″، مشيرا إلى إن هذا الكلام ليس بجديد، لدى الرئيس الجزائري، فهو “يكرس نفس التوجه”، الذي دأب عليه.
وأكد المتحدث ذاته، أن هناك تناقضا صارخا بين ما يكتب في البرقيات، وبين ما يتم التخطيط له وانتهاجه، على أرض الواقع، من طرف حكام الجزائر من سياسة معادية للمغرب، قصد معاكسته في قضية وحدته الترابية.
وفي هذا السياق، استحضر العجلاوي التحركات التي تقوم به الجزائر، لفائدة مسؤولي الجبهة الانفصالية ” البوليساريو” ، و المتجلية أساسا في استقبالهم، بين الحين والآخر، لمدهم بكل وسائل الدعم، ورغم ذلك يدعي حكام قصر ” المرادية”، أنهم في حياد تام إزاء النزاع المفتعل في الصحراء.
واعتبر العجلاوي برقية الرئيس بوتفليقة، مجرد محاولة لذر للرماد في العيون، قصد الاستهلاك الإعلامي، في خضم الصراع القائم حاليا على مستوى السلطة في الجارة الجزائر، ويريد من ورائها الظهور امام الرأي العام في بلده، بأن لا مشكل له مع المغرب، بينما الحقيقة هي غير هذا الادعاء.
للمزيد:حسيب: من العار أن تظل الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة
ومما تضمنته برقية بوتفليقة، أن العالم ” يشهد تنامي عدد التجمعات الإقليمية والدولية، وتتعرض فيه منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة، وهو ما يدعونا بإلحاح الى العمل على مغالبتها، وإبقاء مغبتها في اطار تكتل متماسك العرى، موحد الصف، وتجسيد طموحات شعوبنا الى المزيد من الاندماج والوحدة والتضامن”.
مقابل هذه الكلمات، لم تتضمن البرقية، في نظر الباحث المتتبع للشأن المغاربي، أية مؤشرات تنبيء أن هناك تغييرا جديدا في الموقف الرسمي للجزائر تجاه المغرب، من قبيل الإعلان عن فتح الحدود بين البلدين، مثلا، والنأي عن التدخل في قضية الصحراء، لتسهيل مهمة الأمم المتحدة في إيجاد الحل النهائي لهذا الملف المفتعل الذي طال أمده أربعين سنة.
روابط ذات صلة:بوتفليقة يؤكد للملك” عزمه الصادق” على توطيد علاقات الأخوة بين المغرب والجزائر