الملك: نحن نحمي حقوق المسلمين وغير المسلمين بمقتضى الدستور

بوشعيب الضبار
سلايد شوسياسة
بوشعيب الضبار25 يناير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
الملك: نحن نحمي حقوق المسلمين وغير المسلمين بمقتضى الدستور
الملك محمد السادس

انطلقت اليوم الاثنين بمراكش، أشغال مؤتمر حول “الأقليات الدينية في الديار الإسلامية : الإطار الشرعي و الدعوة إلى المبادرة” بمشاركة العديد من الشخصيات.

وتميزت الجلسة الافتتاحية برسالة ملكية، تولى قراءتها أمام  المشاركين في المؤتمر، السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بثتها وكالة الأنباء المغربية.

وقد أوضح الملك، أن  موضوع  “حقوق الأقليات الدينية في البلاد الإسلامية” “ما كان ليطرح من الناحية المبدئية، بالنظر إلى ما هو معروف من أحكام الإسلام وهديه وتراثه الحضاري في هذا الباب، ولكن الوقائع التي دعت إلى طرحه في هذه الظروف تستدعي من المسلمين أن يوضحوا أنها وقائع غير مستندة إلى أي نصوص مرجعية في الإسلام، وأن يبينوا، إن كان الأمر يحتاج إلى بيان، أن لبعض تلك الوقائع التي تقنعت بالدين سياقات وحيثيات لا تمت إلى الدين بصلة”.

للمزيد:الإسلام المغربي .. ثوابته وأسسه الفكرية ؟؟؟

وأردف الملك مؤكدا،”إننا في المملكة المغربية لا نرى مبررا لهضم أي حق من حقوق الأقليات الدينية، ولا نقبل أن يقع ذلك باسم الإسلام، ولا نرضاه لأحد من المسلمين”.

 وذكر الملك في كلمته الموجهة إلى المؤتمرين، أن تاريخ المغرب عرف  “نموذجا حضاريا متميزا في مجال تساكن وتفاعل المسلمين مع أهل الديانات الأخرى ولاسيما اليهود والنصارى. ومن العهود المشرقة في تاريخ هذا التساكن ما أسفر عنه الالتقاء على صعيد بناء الحضارة المغربية الأندلسية، حيث ازدهرت بين مختلف الطوائف التجارات والصناعات والفنون وتبادل ثمرات الحكمة والفلسفة والعلوم.”

واسترسل الملك في رسالته قائلا:   “إننا بوصفنا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، نضع على عاتقنا حماية حقوق المسلمين وغير المسلمين على السواء، نحمي حقوقهم كمتدينين بمقتضى المبادئ المرجعية الثابتة التي أشرنا إليها، ونحميهم كمواطنين بمقتضى الدستور، ولا نجد في ذلك فرقا بحسب المقاصد والغايات. ونحن في ذلك إنما نحرص على الاستمرار على ما درج عليه أسلافنا الأماجد، ويكفي أن نشير هنا إلى ما قام به جدنا السلطان المولى الحسن من إهداء أرض تقوم عليها – إلى اليوم – الكنيسة الإنكليكانية في طنجة. كما نذكر قيام جدنا جلالة المغفور له محمد الخامس بحماية اليهود المغاربة من بطش حكم فيشي المتحالف مع النازية، وما بادر به والدنا جلالة الملك الحسن الثاني – طيب الله ثراه  – من استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في أول زيارة له لبلد إسلامي.”

“وعلى هذا النهج، يضيف الملك،نسير في تمكين المسيحيين المقيمين إقامة قانونية بالمغرب من أداء واجباتهم الدينية بمختلف طوائفهم وكنائسهم المتعددة. كما نعمل على تمتيع المغاربة اليهود بالحقوق نفسها المخولة للمسلمين بالدستور؛ فهم ينخرطون في الأحزاب، ويشاركون في الانتخابات، ويؤسسون الجمعيات ويقومون بأدوار مشهودة في النشاط الاقتصادي، فلهم وجود في الاستشارة والسفارة لجلالتنا، ولهم داخل مجتمعنا مشاعر عميقة مشتركة ما يزال يحملها حتى أبناء الجيل الثاني من اليهود الذين هاجروا إلى مختلف بلدان العالم.”

وبعد أن أشار الملك إلى أن المغرب كان سباقا إلى الحوار بين الأديان، شدد على أن “تدبيرنا للشأن الديني في المغرب في الوقت الراهن، يجعل من أهدافه الأساسية منع العبث بتأويل النصوص الدينية، ولاسيما ما يتعلق منها بالجهاد الذي أصدر فيه علماؤنا بيانا قويا قبل أسابيع.”

روابط ذات صلة:المغرب سيصبح أحد المراكز الروحية الأكثر “تأثيرا” في العالم الإسلامي

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق