تسببت التساقطات المطرية التي تهاطلت مؤخرا، في إغراق مخيمات تندوف، داخل التراب الجزائري، وسط فيضانات كثفت من معاناة السكان، وفضحت هشاشة البنية التحتية، في دليل جديد على أن المساعدات الإنسانية الدولية المقدمة للبوليساريو، وكما أوردت ذلك سابقا العديد من التقارير ، تصب في جيوب قادة الجبهة الانفصالية.
وهذه الصور التي توصل بها موقع ” مشاهد24″، من منتدى دعم مؤيدي مخطط الحكم الذاتي بتندوف، تؤكد بالملموس مدى بؤس الواقع الاجتماعي، الذي يلقي بغيومه الرمادية الثقيلة على الحياة اليومية لسكان المخيمات، مما دفع بالبعض منهم إلى افتراش الأرض، والعيش في العراء، بعد أن تهدمت مساكنهم المبنية من الطين، وتعرضت أمتعتهم للضياع، وموادهم الغذائية للتلف.
وإزاء هذا الوضع الإنساني المؤلم، ارتفعت بعض أصوات الحقوقيين في المغرب، من منطلق التفاعل مع إخوانهم الصحراويين المحتجزين في المخيمات، مطالبين باتخاذ مبادرة ذات بعد إنساني، للتخفيف من وطأة المحنة التي يجتازونها في ظل هذه الظرفية الكارثية.
للمزيد:قضية جزائرية ـ مغربية بامتياز
وفي هذا السياق، نسب للسيد العبادلة ماء العينين، عضو قسم العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، قول أكد فيه أن “الوضع الانساني في المخيمات كان ولا يزال كارثيا بكل المقاييس، مبينا أن “كل ما هنالك أن هذه الفيضانات عرت جزءا مما كان متسترا، وكشفت بشكل لا يقبل لبسا للعالم أجمع، حقيقة المأساة التي يعيشها إخواننا في المخيمات”.
” فورستاين” يندد باستغلال الأطفال في تيندوف ويدعو لقضاء عطلهم بالمغرب
وأضاف العبادلة، في تصريح للموقع الاليكتروني لحزبه، أن “المسؤولية الأولى تتحملها الدولة الجزائرية وأيضا قيادة الجبهة”، مؤكدا أنه “يجب إعانة هؤلاء المشردين، والذين يصل عددهم الى الآن الى حوالي 25 ألف شخص”، معتبرا أن “على المنتظم الدولي أن يتحرك من أجل ضبط الساكنة وإحصائها، وهذا مطلب مغربي منذ سنوات، لأن من شأنه أن يضمن وصول المساعدات والإعانات إلى من يستحقها، وللحيلولة دون استغلالها”.
الجزائر، وكعادتها دائما، سارعت إلى محاولة استغلال فيضانات مخيمات تندوف، سياسيا وإعلاميا، للظهور بمظهر المتعاطف، وذلك بالترويج لما أسمته بتوزيع إعانات وأدوية وأغذية عبر ” الهلال الأحمر”، مدعية أن ذلك يدخل في سياق موقفها الثابت الداعم ل”القضية الصحراوية”، على حد تعبيرها.