على الرغم من كشف اللجنة الحكومية المكلفة بتتبع الانتخابات عن ارتكاب جرائم انتخابية في انتخابات مجلس المستشارين على رأسها استعمال المال لاستمالة الناخبين، يشدد حزب الاستقلال على نزاهة هذه الانتخابات ويؤكد أنه نال المرتبة الأولى عن استحقاق.
وليس ذلك فحسب، بل إن الحزب أعلن تشبثه برئاسة مجلس المستشارين، على لسان أمينه العام حميد شباط الذي قال في لقاء حزبي ”إن كل الاستقلاليات والاستقلاليين فخورون بالنجاح الذي حققه الحزب، والذي يخول له رئاسة مجلس المستشارين، في إطار احترام المنهجية الديمقراطية”.
شباط الذي ترأس اجتماع المجلس العام للمفتشين المنعقد أمس (الأحد)، وجه رسالة واضحة لحليفه حزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ثانيا في انتخابات المستشارين بفارق مقعد واحد، مضمونها أن الرئاسة لن تكون إلا لأحد أبناء حزب الاستقلال، مبرزا أن ”الحزب يملك كفاءات عالية ذات مؤهلات محترمة لقيادة المجلس على أحسن وجه”.
هذا وأكد شباط خلال ذات اللقاء أنه سيدبر الغرفة الثانية من البرلمان التي تضم مجموعة من الحكماء والخبراء والاقتصاديين، بمنطق التوازن والتوافق الذي يعكس توجه الدولة نحو خدمة مصالح البلاد في إطار المقاربة التشاركية الهادفة بين الأغلبية والمعارضة، بعيدا عن المصالح الضيقة لهذا الطرف أو ذاك.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو المستشار البرلماني محمد الأنصاري وعبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية السابق، لرئاسة مجاس المستشارين عن حزب الاستقلال، تأكد أن اختيار الحزب رسى على قيوح.
وبخصوص المحطة الانتخابية القادمة، أوضح شباط أن حزبه مستعد تمام الاستعداد لخوضها، إذ إن النتيجة التي حققها في انتخابات مجلس المستشارين ستجعله يدخل الانتخابات التشريعية 2016، بإرادة وطموح قويين، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال يتوفر على جميع الإمكانيات التنظيمية التي تمكنه من تدبير المرحلة المقبلة بشكل أفضل.
وخلال أول لقاء حزبي بعد انتشائه باحتلاله المرتبة الأولى في انتخابات مجلس المستشارين، مضى شباط في الإشادة بالحزب الذي يقوده، مصنفا إياه كأقوى التنظيمات الحزبية على المستوى الإفريقي وليس المغربي فحسب، حين قال ”خلال الثلاث سنوات الأخيرة أكد حزب الاستقلال أنه من أحسن التنظيمات الحزبية، ليس فقط على المستوى الوطني بل حتى على المستوى الإفريقي، وبرهن كذلك على أنه حزب قوي و متماسك، بالرغم من التحديات و الصعوبات الكبيرة التي واجهته خلال الانتخابات الأخيرة، إذ ظل صامدا في وجه “العاصفة” و تمكن من تحقيق نتائج إيجابية بفضل تضافر الجهود”.
إقرأ أيضا: السباق نحو رئاسة مجلس المستشارين يحتدم بين الاستقلال والأصالة والمعاصرة