شيء مضحك حين يقول سلال إن الدولة لن تسمح باعتماد حزب مدني مزراڤǃ ولم يقل لنا من هي هذه الدولة التي تعترض على مزراڤ؟ هل دولة بوتفليقة التي أمرت أويحيى باستقبال مزراڤ وأخذ آرائه في الدستور، أم دولة بوتفليقة التي أمرت سلال بأن يقول باسم الحكومة والرئيس بوتفليقة “لا لحزب مزراڤ”؟ǃ ومع ذلك يقولون لنا باسم سلال إن الحكومة منسجمة في أعمالها ومتضامنةǃ وأن الرئيس الذي يأتي الفعل وضده في وقت واحد هو فعلا في كامل قواه العقليةǃ وأن الشعب والمعارضة هما المختلان عقليا ولم يفهما عبقرية الرئيس وعبقرية حكومته ووزرائهǃ كم تمنيت لو تضرب الحكومة عن الكلام فذاك خير لنا ولها؟ǃ
كيف يمنع سلال مزراڤ من ممارسة السياسة وهو الذي وضع الأسس الدستورية لجزائر الغد مع أويحيى، والتي قال عنها سلال بأنها أسس دستورية أصبحت جاهزة؟ǃ فمن جهز هذا الدستور إذا لم يكن مزراڤ؟ǃ حتى المعارضة العاقلة لم تشارك في صياغة الدستور الجاهز وشارك منه مزراڤ! فماذا لو جاء في الدستور القادم مادة تنص على إعادة الاعتبار لمزراڤ..؟!
قانون المصالح استثنى من العفو الذين قاموا بأعمال قتل وتفجير، ومدني مزراڤ اعترف بعظمة لسانه بأنه قتل جنديا من جنود الخدمة الوطنية ويحتفظ بسلاحه كذكرى؟ǃ فأين القانون وأين تطبيقه على أمثال مزراڤ ونظارئه من رجالات الحكم الذين أنجزوا مجازر؟ǃ
المزيد: بعد اتهامه بالفشل في تدبير الأزمة..المعارضة تطالب سلال بالرحيل
لو كان سلال واثقا مما يقول لدعا إلى إقالة أويحيى الذي استقبل مزراڤ وإقالة من أشار أو أمر أويحيى باستقبال مرزاڤ؟ǃ في غواتيمالا اجتمع البرلمان وقرر محاكمة الرئيس لأنه استخدم صلاحياته الرئاسية في الاستحواذ على أموال آتية من الجماركǃ واضطر الرئيس إلى الاستقالة.. لكن عندنا حين يتحدث الشعب عن الفساد يقوم الرئيس بإقالة الشعبǃ
حتى شعب لبنان الشقيق انتقض في وجه الحكومة بسبب “القمامة”، قائلا للحكومة اللبنانية “رائحتكم فاحت”، لكن عندنا تحول نظام الحكم كله إلى قمامة سياسية كبيرة ومع ذلك لا أحد تحرك لردم هذا الميت الذي يسمى الحكومة أو السلطة أو النظام إكراما لهǃ
مزراڤ ينشئ حزبا أو لا ينشئ ليس هو المشكل؛ المشكل الحقيقي هو في هذه السلطة التي هي “باركة” على الأمة كالفقر وكالقدر والقضاء، ولا تفعل شيئا سوى الفساد والعناد.
أحد الفاسبوكيين اقترح أن يقوم أفراد الشعب الجزائري كلهم في يوم واحد بتعليق يافطة على ظهورهم.. عليها جملة واحدة هي: “لا للفساد والرداءة”ǃ لكن رد عليه آخر قائلا: “ماذا لو قام أعضاء الحكومة والمفسدين بوضع الشعار نفسه على صدورهم؟”.
*صحفي جزائري/”الخبر”