مع معمر القذافي وقطيع جماله في خيمته

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان29 مارس 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
مع معمر القذافي وقطيع جماله في خيمته
مع معمر القذافي وقطيع جماله في خيمته

في الحلقة الماضية ذكرت أنني عشت كثيرا من التجارب والمفاجآت في فترة التسعينات من القرن الماضي وأنا أقارع صقيع الغربة، وعواصف المنفى، ومن بين هذه التجارب ذلك اللقاء الذي جمعني بالعقيد معمر القذافي في خيمته بسرت ودام ساعتين بالكامل على نحو مفاجئ. ولقد حدثت هذه المفاجأة عندما كنت في ليبيا لإجراء تحقيق صحفي لصالح جريدة " العرب الدولية " التي كنت أعمل فيها عن أثار الحصار الغربي المضروب على الشعب الليبي بسبب الاتهام الموجه للنظام الليبي بأنه هو الذي كان وراء تفجير الطائرة التابعة لشركة بان أمريكان في يوم 21 ديسمبر 1988م فوققرية لوكربي الاسكتلندية ببريطانيا، وتوفي في ذلك الحادث ركاب الطائر البالغ عددهم 259 أنسانا فضلا عن 11 عشر أفراد مدنيين من سكان تلك القرية. قبل الانطلاق إلى ليبيا بأسبوع كنت قد التقيت مع الأمين العام للاتحاد المغاربي السيد محمد عمامو لفترة (1991م – 2002م) في فندق بوسط لندن وأجريت معه حوارا مطولا، و تحدثنا فيه عن الحصار المضروب على ليبيا وعن دور الاتحاد المغاربي في حل ذلك المشكل الذي كان يؤرق الشعب الليبي. فهمت من السيد عمامو أن المسألة كانت معقدة جدا وأن كل ما كان يمكن أن تفعله دول الاتحاد المغاربي وخاصة تونس والجزائر المجاورتين للجماهيرية الليبية هو السماح للتجار التابعين للمجتمع المدني بنقل مختلف البضائع والأدوية عبر الحدود بطرق سرية مختلفة وذلك بعيدا عن رقابة الدول الغربية التي استصدرت قرار الحصار. وهنا سألت السيد عمامو : " هل يعني هذا أن الاتحاد المغاربي هو مجرد تنظيم شكلي لا يحل ولا يربط وأنه عاجز أن يفاوض القوى الغربية وأن يكسر الحصار"؟ حاول الرجل أن يلتف على سؤالي وراح يحدثني عن اتصالاته ببعض الدول الصديقة لليبيا لكي تقوم بالمساعي لإيجاد حل سريع لتلك المشكلة بما يؤدي إلى تسوية عادلة. في تلك اللحظات أدركت أن جامعة الدول العربية وغيرها من الهيئات والتنظيمات التابعة لها لا معنى لها في الواقع بل فهي قد حولت إلى مناصب للسياسيين والدبلوماسيين العرب المتقاعدين والمتخمين مكافأة لهم على خدماتهم وأغلبها في الواقع ليست سوى الضحك على مواطنينا من المحيط إلى الخليج.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق