قصيدة “بقاياي التي تعذبني” للشاعرة وفاء العمراني

بَقايَايَ الَّتي أتْعَبَتْني

أَحْمِلُها صَخْرَةً

أنُوءُ بهَا تَحْتَ شَرْنقَاتِ

العُمْرِ

أُمَوِّهُهَا

وَأَرْتِقُ خُيُوطَ عُزْلَتِهَا

تَكبُرُ نَاضِحَةً في مَرايَا

الأيَّامِ

تَرْعَي فَرَحَ الأشْيَاءِ الَّتي

غَادَرَتْني سَريعاً

وَلَمْ أُغَادِرْهَا

آخَانِيَ الرَّحيلُ

وَنَشَبَ حِكْمَتَهُ

في أنْفَاسِي

أَظَلُّ أصْعَدُ فَجْرَ كَلِمَاتي

أَسْتَنْبِتُ عُشْبَ نَايَاتِهَا

تَخْرُجُ خُطُوَاتي مِنْ ضَوْءِ

شَكِّهَا

وَتهْدرُ في غَوْريَ الدُّرُوبُ

بالـمَوْجِ أعْجِنُ خُبزَ طَرِيقي

بَيَاضٌ فِي الوَقْتِ

بَيَاضٌ في السَّريرَةِ

بَيَاضٌ فِي الأبْجَدِيَّةِ

صُودِرَتِ الأَلْوَانُ عنْ

صَوْتي البَاقِي

لاَ مَكانٌ

لي رحَابَةُ البَشَريَّةِ

وَلوْنُ البَهاءِ

ومَا لا يُطالُ منْ جَدَائِلِ

السَّمَاءِ

بَقايايَ الَّتي أَتْعَبتْني

تَرْحَلُ بي إلَي ذِرْوَةٍ

في اللاَّزَمَنِ

تَقْدَحُ وَرْدَ الأحْزَانِ

وتُنْعِمُ عَلي القَلْبِ

بِنَيَاشينَ منْ أَهْوَالِ

الوَفَاءِ

أَنْتَسِبُ إلَيْهَا

وَأُخْرِجُ مِنْ ضِلْعِيَ

الـمَكْسُورِ

غَيْمَةً تُرَوِّي كُلَّ هَذَا

الهَبَاء

مَا شَكْوَاكِ يا ريحَ الأعْمَاقِ

الآهِلَةَ بالأَعَالي؟!

لكِ غبطةُ الكَلامِ

وَلِي أنْ أسْلِمَكِ ظَمَأي

وَأَقْرَأَ في وَادِي الحَوَاسِّ

مَعَانِيَ الصَّحْرَاء

ضَوْؤُكِ، بقايَاي،

حَضَّانَةٌ لِنُبُوَّةٍ مَنْذُورَةٍ

جَعلَتْني أجْمَلَ منَ الـمَوْتِ

وَأشْهَي منْ رَحيقِ

الَحيَاة

تَحِيَّةً لِخُضْرَةِ الجِرَاحِ

عَلَي الجَبينِ

أُوقِظُ رُوَاءَ الرُّوحِ

وَأعْزِفُ، اليَوْمَ،

عَنْدَلَةَ الصَّبَاح

بَقَايَايَ الَّتِي أَتْعَبَتْنِي وَأَنَا

نَتَوَغَّلُ سَوِيًّا إلَي أَعْلَي

وَأَنْأَي مِنِ اجْتِرَارِ هَذَا الظَّلاَم

بِانْتِظَارِ أَرْضٍ للْقَرَارِ

وَقَلِيلٍ مِنْ فَرَحِ السَّمَاء

 

 

 

 

اقرأ أيضا

غرفة للطفولة ..قصيدة للشاعرة وداد بنموسى

وداد بنموسى واحدة من أبرز الجيل الجديد من شاعرات المغرب الحديث، لها مفرداتها وبصمتها الخاصة على القصيدة الحديثة المفعمة بروح الشباب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *