بِهُدُوءْ
تَقْتَرِبُ السَّمَاءْ
نَجْمَة ً فَنَجْمَة ً
إلىَ الغَريبِ
فِي الزَّمَانِ
فِي المَكَانِ
تَشْمَلهُ
تَسْكنُهُ
فَيَخْتفِي عَنِ التُّرَابْ
فَإذَا هُوَ السَّمَاءْ
***
يَقْتَرِبُ المُحِيطُ
مَوْجَة ً فَمَوْجَة ً
إلَى غَدِير ٍ
فِي يَبَاب ٍ
وَحْدَهُ
يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحْ
فَإِذَا هُوَ المُحِيطْ
***
يَقْتَرِبُ الغَدِيرُ
قَطْرَة ً فَقَطْرَة ً
مِنْ جَرَّة ٍ
يَمْسَحُ وَجْهَهَا
فَتُبْصِرُ الأرْيَاحَ وَالأمْطَارْ
تَجْرِي
فَوْقَ صَدْرِهَا الصَّغِيرْ
فَإِذَا هِي الغَدِيرْ
** *
يَقْتَرِبُ الرَّبَابُ
نَقْرَةً فَنَقرَةً
إلىَ النُّعَاسْ
فَيَفِيقُ دَهْشَة ً
ثمَّ يَهِيجُ شَهْقَة ً
ثمَّ يَخِرُّ َصَعْقَة ً
فِي حَضْرَةِ المَحْبُوبْ
فَإذَا هُوَ الرَّبَابْ
***
يَقْتَرِبُ الغَزَال
مِنْ أنْثَاه ْ
هَمْسَة ً فَهَمْسَة ً
ثمَّ يَكُون الشِّعْرُ
وَيَكُونُ المَهْرَجَانْ
وَيَكُونُ مُنْتَهَى السَّمَاعْ
فَإذَا هِي الغَزَالْ
***
يَقتَرِبُ المَسَاء ُ
دَمْعَة ً فَدَمْعَة ً
إلى الشَّريدِ
بَيْنَ خَطْوَتَيْنْ
يَرْبُتُ فَوْقَ كَتِفَيْهْ
يَرْعَاهُ
مِثلَ ابنِهِ الصَّغِيرْ
فَإذَا هُوَ المَسَاءْ
***
وَفِي هُدُوءٍ
قَبْلَ القُرْبْ
يَرْتَحِلَ السُّرَاة ْ
وَيَخْتَفِي المَعْشوقْ