أكّد المفكر الإسلامي محمد سليم العوا في حوار خصّ به”مشاهد24″، أن الديمقراطية هي أنسب وسيلة لحدّ الساعة، لتداول السلطة و الحفاظ على الدماء و الأموال.
و أوضح سليم العوا ل”مشاهد24″، بُعيد حلوله ضيفا على الملتقى الحادي عشر لشبيبة العدالة و التنمية في مراكش، أن السبب الرئيس لنجاح الإسلاميين و وصولهم إلى الحُكم بعد 2011، يعود أساسا لسيادة حالة من المحبة الإسلامية الهائلة و وجود عاطفة جيّاشة جعلت كل من رفع لواء الإسلام يجد من المؤيدين من لا يُحصى عددا.
كما كشف العوا الذي يشغل مهمة الدفاع عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، أن الأخير يتمتع بصحة جيدة، رغم السجن، مشيرا في الوقت نفسه، أن ما تعيشه مصر حاليا ليس بجديد عليها، فهي التي ادتازت محنا أكثر من التي تعرفها حاليا” يجب على الإخوان المسلمين إن أرادوا كسب و استعادة ما كانوا عليه و تطويره إيجابا، إدراك أنهم ليسوا وحدهم من في الساحة، و تصويب ما أخطأوا فيه، و أنا أدعوا للإخوان بالفرج القريب ليل نهار، و أن يخرجهم الله من ما هم فيه”.
وعن تقييم حكم الإخوان المسلمين ردّ سليم العوا، أن الإخوان فشلوا أكثر من ما نجحوا خلال فترة حكمهم بعد ثورة الخامس و العشرين من يونيو 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، لأن الفساد مازال مستشر في مصر و يبدأ من أصغر موقع إلى أكبر موقع في الحكومة التي أداروها، و لم يستطع الإسلاميون القضاء على الفساد و تقديم البديل”وهو إخفاق هائل أن يظل المواطن المصري يرى الفساد قائما إلى غاية اليوم”.
سليم العوا، أرجع سبب ذلك الإخفاق إلى الفُرقة بين الحركات الإسلامية، و غلبة شيطان الغرور الذي تسلل إلى نفوسهم “أعتذر إليهم و أطلب الله أن يفرّج كربهم، و أخرجهم من ما هم فيه راضين بما قسم لهم، استطاع شيطان الغرور التسلل إلى نفوسهم، و ذلك الشيطان أورث كثيرا منّا كبرا لا مبرّر له لذلك يجب علينا العودة إلى الأصل”.
كما دعا المفكر الإسلامي، الإخوان المسلمين إدراك أنهم جزء من كلّ و أنهم ليسوا الوحيدين، و الإيمان أن الإخفاق ليس أبديّا “نحن لم ننزل من السماء، و الأيام دول، و الأحوال تتغيّر و الإخفاق ليس أبديا و النصر ينبغي أن يكون في القلوب العقول و الألسن و الأقلام و المسيرة”.
و في سياق متّصل، أشار سليم العوا، أن كل مسلم في كل بقعة من بقاع الدنيا معني بتجربة الإسلاميين بالحكم في كل مكان، لأننا في النهاية حسب تعبيره مهما تنوعت بنا الطرق و تفرعت بنا الشعاب و ظل ببعضنا المسير، نحن في النهاية أمة واحدة لها كتاب واحد و نبيّ واحد، و شرع واحد، الفائدة في بقعة من بقاع عيشها تعود على الجميع و المضرة تسوء الكافّة و لا تقتصر عليها وحدها.
و بخصوص طريقة الحكم و التسيير، أعطى العوا نظرته، قائلا أنه ضد التجزئة في القواعد و المبادئ و الوسائل المؤدية إلى النجاح المنشود، و مع الخصوصية بالنسبة لكل حزب أو قُطر لأن “لكل مكان شعاب أهلها أدرى بها”، فالخصوصية حسب رأيه يجب أن تكون في إطا الوحدة و الأمة المتكاملة”نحن قبل أن نكون أمة سياسة و حكم، فنحن أمة دعوة راشدة إلى الفه الصحيح لدين الله و منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم”.
و شدّد سليم العوا، على أن الغاية من وجود النظام السياسي للدولة، هو تحقيق مصالح المحكومين أيّا كان الحاكم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية” إن الله قد ينصر الدولة العادلة غير المؤمنة على الدولة الظالمة المؤمنة”، وهو ما بدا العوا متفقا معه حين قال” الله استخلفنا لتحقيق المصالح و ندرء الفاسد، أما الدولة الظالمة التي تتسربل بشعار الإسلام فلا حاجة لنا بها لوجودها”،ضاربا المثال بذلك بضرورة الاعتراف بحق الآخر في الوجود و المشاركة.