تخيل نفسك في مدينة يسير فيها إيقاع الحياة ببطئ، غير آبه بالسرعة المجنونة التي تشهدها كبريات المدن حول العالم، هذا هو الحال في “أورفييتو”.
قبل 15 عاما قرر الناس في هذه المدينة الكائنة في وسط إيطاليا تبني أفكار حركة “المدينة البطيئة” التي ظهرت سنة 1999، كرد فعل على إيقاع الحياة السريع ومن أجل الاهتمام أكثر بجودة الحياة داخل المدينة وبراحة ورفاهية الإنسان.
في أورفييتو يجد الناس أنفسهم أقل عرضة لصخب المدينة وضجيج السيارات إذ يتم حثهم على استعمال وسائل النقل العمومية، كما أن الأطفال بدورهم يقصدون المدارس مشيا على الأقدام من دون الحاجة إلى الباص.
بهذه المدينة المتواجدة على قمة جبل بإقليم أومبريا يعيش 21000 شخص وهم ينعمون بما توفره الحياة من كثير من أسباب الرفاهية، وبعيدا عن كثير من غيرها من العوامل التي تكدر صفو العيش الهانئ.
السياح الذين يزورون المدينة التي توجد بها إحدى أجمل الكنائس في إيطاليا، يتم تشجيعهم على ترك سياراتهم في موقف للسيارات خصص لهم بالمجان خارج أسوار المدينة، حيث يتم نقلهم عبر قطار خاص ومن ثم بالحافلة إلى المدينة الساحرة بأزقتها الضيقة ومنازلها القديمة وأسوارها العالية.
وبالرغم من الأزمة المالية العالمية كانت لها أيضا آثار واضحة على “أورفييتو” التي يشتغل عدد من سكانها كحرفيين وتغيب عنها أنشطة اقتصادية صناعية، إلا أن مسؤولي متشبثون بالفلسفة التي انخرطت فيها قبل 15 عاما ويألمون في أن تنتشر أهداف حركة “المدينة البطئية” لتشمل مدنا وعواصم كبرى حول العالم.
اقرأ أيضا
فن العيش بمراكش
[iframe width=”715″ height=”400″ src=”//www.youtube.com/embed/S5FQGUVmhSo” frameborder=”0″ allowfullscreen]