بعد أن أصبح الكثير من المواطنين الجزائريين يتفادون المشي في الشوارع برفقة عائلاتهم، خصوصا في وسط المدن الكبرى، وذلك بسبب عبارات السب والشتم التي يطلقها العديد من الشباب على بعضهم البعض، كاسرين بذلك كل حواجز الحشمة والحياء التي تميز المجتمعات العربية والإسلامية، خاط النظام العسكري نسخة جديدة لقانون العقوبات يتضمن عقوبة بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وغرامات مالية، لمعاقبة كل من قام بفعل أو تلفظ بقول خادش للحياء في الفضاء العام.
فبعد نقاش مطول، صادق البرلمان الجزائري، امس الاثنين، على تعديل قانون العقوبات، يتضمن مادة جديدة تنص على معاقبة كل من قام بفعل أو تلفظ بقول خادش للحياء في الفضاء العام، بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وغرامات مالية، وهو ما أثار نقاشا وردود فعل واسعة، بخصوص آليات تنفيذ هذه المادة، وطرق التبليغ وإثبات الفعل، وغيرها من التفاصيل التي يرى مراقبون أنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
ويشار إلى أن العصبية الزائدة التي باتت تميز أسلوب التعامل لدى الجزائريين بسبب الضغوطات اليومية التي يعيشونها تحت رحمة نظام عسكري مستبد، جعلت قضايا السب والشتم تغزو المحاكم الجزائرية، بل وتتربع على عرش الملفات المعروضة على القضاء.