بالرغم من ارتفاع أسهم اليمين المتطرف في فرنسا مقابل تراجع شعبية اليمين واليسار على السواء، توقع مؤسس حزب “الجبهة الوطنية” جون ماري لوبين فشل ابنته الكبرى مارين، التي تقود الحزب، في الانتخابات الرئاسية المقبلة السنة القادمة.
وبغض النظر عن مدى كون توقع لوبين نابعا من قراءة موضوعية للواقع السياسي الفرنسي أو نكاية في ابنته “العاقة” بعد أن طردته من الحزب، يبقى التساؤل مطروحا بقوة حول قدرة مارين على خلق المفاجأة بعد أن كاد والدها يصنع الحدث في 2002 بوصوله إلى الدور الثاني من الرئاسيات ضد جاك شيراك.
خلال حضوره احتفالات فاتح ماي بفرنسا، تطرق لوبين الأب لخصامه مع ابنته، متحدثا عن أسفه لاستمرار القطيعة التي لم تحاول مارين إنهاءها والتصالح مع والدها.
إقرأ أيضا: تصريحات زعيم “بوديموس” ضد الصحافة تثير استنكارا وتخوفات من نزوع استبدادي
زعيم اليمين المتطرف سابقا توقع هزيمة الحزب في الدور الثاني وربما حتى الدور الأول بالرغم من مؤشرات استطلاعات الرأي التي وضعتها في مقدمة المرشحين خلال الدور الأول، لكن مع توقع خسارتها في الدور الثاني أمام السياسي المخضرم، الوزير الأول السابق آلان جوبي.
يذكر أن جذور الخلاف بين الأب وابنته تعود إلى التباين في وجهتي نظرهما بخصوص خطاب الحزب، حيث لم يكن لوبين عن الاختيار الذي أقدمت عليه ابنته بالتخفيف من حدة نبرة “الجبهة الوطنية” تجاه الهجرة وسعيها لجعله أكثر قابلية لاستيعاب مزيد من الناخبين طمعا في الوصول إلى الحكم.
مهمة صعبة إذن تنتظر مارين لوبين خلال انتخابات أبريل الرئاسية العام المقبل، حيث ستكون مهمتها صعبة في أن تثبتها لمن يشككون فيها، وأولهم والدها، أنهم على خطأ.