يبدو أن روسيا لن تخرج خاوية الوفاض من الأراضي السورية بعد استعراض القوة العسكرية الذي قدمته هناك طيلة الأشهر الماضية، فبالإضافة إلى عودتها إلى الواجهة كطرف محدد للتوازنات الدولية، من المحتمل أن يدر التدخل العسكري أرباحا جمة على الاقتصاد الروسي من خلال فتح باب صفقات السلاح التي قد تصل إلى بلايين الدولارات.
ويرى مراقبون أن الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية الروسية قد تزيد من تعطش بعض الدول على السلاح الروسي، الذي خاض تجربة واقعية على الأراضي السورية.
قيمة صادرات السلاح التاريخية
وفي حديثه عن صادرات البلاد من السلاح، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القيمة الإجمالية لهذا النوع من الصادرات تجاوز 14.5 مليار دولار خلال سنة 2015، كما وفاقت المحفظة الإجمالية للطلب الأجنبي على السلاح الروسي 56 مليار دولار، متجاوزة بذلك السقف الذي وضعته البلاد قبل فترة.
وفي تقرير لها أمس الثلاثاء، وصفت صحيفة “الغارديان” قيمة الصادرات الروسية التي بلغت 15 مليار دولار بـ “القيمة التاريخية”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من حقق هذا الرقم التاريخي.
ويرى عدد من المراقبين أن قرار بوتين التدخل عسكريا في سوريا إلى جانب قوات الأسد في نهاية سبتمبر 2015، كان الهدف منه استقطاب زبناء جدد وزيادة التشجيع على شراء الأسلحة الروسية على رأسها السلاح الجوي، الذي لعب دورا رئيسيا في ترجيح ميزان القوى لصالح نظام بشار الأسد، وهو ما أخفق فيه كل من التواجد الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني.
وحسب تقرير أنجزته صحيفة ” “كوميرسانت ” الروسية، لعبت العملية العسكرية في سوريا دورا تسويقيا كبيرا قد يترتب عنه صفقات جديدة تصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار.
ووفق ما أفادت به الصحيفة الروسية نقلا عن مصادر من داخل الحكومة والجيش الروسي، تعتزم كل من الجزائر وإندونيسيا وفيتنام وباكستان التعاقد مع موسكو من أجل الحصول على طائرات سوخوي المقاتلة، بعد أن كانت تعتمد على الطائرات الأمريكية الصنع.
بوتين وكسب ود الخليجيين
يؤكد عدد من المحليين، أن الرئيس الروسي كان ذكيا في التعامل مع دول الشرق الأوسط، خاصة الدول الخليجية، مشيرين إلى أن الحوار المستمر حول التدخل العسكري في سوريا وشروط الحل السياسي في الأخيرة إضافة إلى كسره الهيمنة الإيرانية على المشهد السوري، ساهم بشكل كبير في كسب ود هذه الدول.
وأضاف المحللون، أن موسكو قد تستفيد من البرود في العلاقات الأمريكية الخليجية على مستوى الصفقات العسكرية والاقتصادية، خاصة بعد استعراض القوة العسكرية الذي قدمته على الأراضي السورية.
تعطش خليجي للسلاح الروسي
وفي نفس الإطار، ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، أن الحكومة أعلنت عن تمكنها من تغطية نفقات التدخل العسكري في سوريا، والتي بلغت قيمتها 500 مليون دولار، إضافة إلى جنيها أرباحا إضافية من صفقات بيع السلاح.
هذا وكانت مجموعة من الدول الشرقية قد عبرت عن رغبتها في التعاقد مع روسيا لشراء المقاتلة القاذفة “سو-34” الروسية، حيث أكد نائب رئيس شركة “روس أبورون إيكسبورت” أن التدخل العسكري في سوريا ساهم في تزايد الاهتمام بالسلاح الروسي، مشيرا إلى عدة دول بالشرق الأوسط بدأت في إجراء محادثات بخصوص شراء “سو-34” الروسية.
إقرأ أيضا:الخزانة الأمريكية تتهم بوتين بالفساد وتصفه بـ”خبير إخفاء الأموال”