يبدو أن التهديدات التي تطلقها القيادة الكورية الشمالية لم تعد مجرد استعراض هزلي للقوى، حيث أن الفيديو الذي نشرته “بيونغ يانغ” مؤخرا والذي يحمل عنوان “الفرصة الأخيرة” كان بمثابة رسالة مشفرة إلى واشنطن، تؤكد من خلاله قدرتها على الوصول إلى الأراضي الأمريكية بكبسة زر.
ولعل التحذيرات المتتالية الصادرة عن “الولد الأرعن” الكوري الشمالي، تحولت إلى تهديد حقيقي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت أنها باتت تأخذ تهديدات “بيونغ يانغ” بشن ضربات نووية تستهدفها وكوريا الجنوبية، على محمل الجد.
وكانت كوريا الشمالية قد نشرت يوم السبت الماضي، شريطا يظهر هجوما نوويا افتراضيا على العاصمة الأمريكية، حيث أشارت إلى أنها لن تتردد في توجيه ضربة نووية في حالة واصل الإمبرياليون الأمريكيون سياستهم الاستفزازية.
وحمل الفيديو المعنون “الفرصة الأخيرة”، عبارة “إذا واصل الإمبرياليون الأمريكيون استفزانا، فلن نتردد في توجيه ضربة نووية استباقية” مضيفا “على واشنطن الاختيار، والأمر عائد لكم فيما لو أردتهم أن تكون الولايات المتحدة موجودة على الكوكب أم لا”.
ومن الواضح أن “بيونغ يانغ” أرادت من وراء نشر الفيديو التحذيري، التأكيد على قدرتها على الوصول إلى الأراضي الأمريكية من خلال إطلاق صواريخ حاملة لرؤوس نووية عبر الغواصات عوض المنصات الأرضية الثابتة.
إضافة إلى ذلك، يفهم من الشريط الذي لم تتجاوز مدته الـ 4 دقائق، أن كوريا الشمالية تحاول إقناع القيادة الأمريكية بتمكنها من تطوير رؤوس نووية قابلة للتحميل على الصواريخ الباليستية، خاصة بعد توالي تجاربها في الفترة الأخيرة، والتي اعتبرتها واشنطن محاولات استفزازية وخرقا صريحا لقوانين مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك، يعتبر عدد من المسؤولين الأمريكيين التحذيرات الكورية الشمالية مجرد “تهديدات جوفاء”.
ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن “بيونغ يانغ” تسعى إلى ابتزاز واشنطن وسيول للحصول على مساعدات اقتصادية، إضافة إلى تعزيز وضعها الداخلي من خلال إقناع المحيطين بالزعيم الكوري الشمالي أن العبث مع الأخير شبيه بـ”اللعب بالنار”.
وكان الزعيم الكوري الشمالي قد أعلن في وقت سابق، أن بلاده على أهبة الاستعداد لشن هجوم نووي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مصادقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد بلاده.
وبالمقابل، لوحت كل من واشنطن حليفتها الكورية الجنوبية بالرد بقسوة على بيونغ يانغ، من خلال توجيه ضربات إلى مراكز القيادة والتحكم في الأخيرة والتي من شأنها أن “تقطع رأس” كوريا الشمالية.
ولعل تواصل دق طبول الحرب في شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة، أصبح ينذر بفتح أبواب الجحيم النووي في العالم، في حال داس “الولد الأرعن” الخطوط الحمراء ووجه ضربة نووية إلى من يسميهم “الأعداء الإمبرياليين”.