يسابق بيدرو سانشيث، أمين عام الحرب الاشتراكي العمالي الإسباني، الزمن لإقناع تشكيلات اليسار وضمنها حزب “بوديموس” الانضمام إلى التحالف التعددي الذي يقوده كمرشح لمنصب رئيس الوزراء.
وازدادت أمال الرئيس المكلف من طرف العاهل الإسباني، بعد ان نجح في تذليل الصعوبات التي واجهت سعيه نحو قصر” لا منكلوا”من داخل حزبه، إذ حقق نصرا مزدوجا وإن لم يكن بالإجماع المتوخى؛ فقد صوت المنتسبون إلى الحزب والمتعاطفون معه بنسبة 51 في المائة من مجموع المسجلين، لصالح اتفاقه مع ثيودادنوس، لكن نسبة التأييد ارتفعت إلى 79 في المائة، ما يعني أن المتحفظين والمتشككين في نجاح “سانشيث” الوصول إلى سدة الحكم، فضلوا عدم الإدلاء بأصواتهم ما ذهب بمعلقين إلى القول بأن المرشح لا يحظى بتأييد مطلق بين مناضلي حزبه.
ولوحظ في هذا الصدد ان المنتقدين الكبار لسانشيث، في المجلس الفدرالي للحزب لم يطلبوا الكلمة هذه المرة، ومن تحدث منهم أعرب عن الأمل في نجاح المحاولة، ويبدو أنهم مقتنعون بفشل المحاولة والدعوة إلى انتخابات تشريعية جدية في يونيو المقبل.
وبعد هذا الانجاز الداخلي التفت سانشيث نحو اليسار،عارضا مقترحات جديدة تكميلية للاتفاق المبرم مع حزب”ثيودادانوس” . دون أن يكشف عنها تاركا ذلك لحين انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بعد التصويت الأول في البرلمان الإسباني الذي سيجري يوم الأربعاء 2 مارس والذي لن يحصل فيه سانشيث على تأييد المؤسسة التشريعية إذ ستعارضه قوى يمينية ويسارية أبرزها الحزب الشعبي الذي يرفض رؤية رئيس اشتراكي على رأس الحكومة الإسبانية وهو أي”الشعبي” المتصدر لنتائج انتخابات العشرين من ديسمبر الماضي.
وفي هذا السياق وجه، البيرت ريفيرا، زعيم ثيودادانوس، نقدا مبشرا إلى ماريانو راخوي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها واعتبره عرقلة في سبيل تمكين إسبانيا من حكومة مستقرة.
وقال ريفيرا في حوار مع قناة تلفزيونية صباح يومه الأثنين:إنه لا أحد في الحزب الشعبي، يجرؤ على مطالبة الزعيم بالرحيل، لأن القوانين الداخلية للحزب الشعبي لا تشير إلى مثل السيناريو الذي تواجه البلاد في الظرف الراهن.
وأعرب ريفيرا عن قناعته أن منتسبين للحزب الشعبي وقياديين فيه يريدون خروج البلاد من الجمود السياسي الذي طال ولا يمانعون في انخراط حزبهم في حوار ثلاثي يجمعهم مع الحزبين الاشتراكي وثيودادونوس، ينتهي بالاتفاق على برنامج للحكومة وتسهيل مهمة وصول سانشيث إلى رئاسة الجهاز التنفيذي، على الرغم من اعتراف الأخير بأن ذلك يشكل سابقة في تاريخ إسبانيا السياسي المعاصر،حيث يقضي العرف الدستوري أن يعهد بتشكيل الحكومة إلى الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات التشريعية مقاعدا واصواتا.
وأضاف الزعيم الاشتراكي أنه بصرف النظر عن مأل محاولته فإنه مرتاح كونه ساهم في كسر الجمود السياسي المخيم على البلاد.
وفي هذا الصدد تحدثت جريدة الباييس اليوم عن هروب جماعي للأموال من البلاد وقدرت المبالغ التي تم تحويلها في غضون العام الماضي بأكثر من 70 الف مليون يورو . وسحب المستثمرون الأجانب في شهر أغسطس الماضي وحده 7500 مليون يورو.
وأمام هذا النزيف الذي يتهدد البلاد، يلتقي اليسار واليمين عند عرقلة تأليف حكومة. إذ ما زال، بوديموس، متشبثا بحكومة يسارية تقدمية بينما يدعو الحزب الشعبي من جهته إلى تحالف تاريخي يقصي اليسار المتطرف والغامض التوجهات بخصوص الوحدة الترابية والمدى الذي يمكن أن يقف عنده تعديل الدستور.
إقرأ أيضا: “راخوي ” انتهى زمنه السياسي وحزبه يتبنى نفس موقف “بوديموس”؟
وفي تطور أخير رفض حزب بابلو إيغليسياس، العرض الذي تقدم به سانشيث لحلفاء محتملين من اليسار واعتبر بوديموس أن الاطار المتفق عليه مع ثيودادانوس غير مقبول.
وكشفت التفاعلات السياسية الحالية أن حزب بوديموس، راغب في الحكم إن لم يكن متعطشا له؛ ليس كطرف مكمل لأي تحالف وإنما كشريك كامل يتقاسم السلطة مع الحزب الذي سيقود الحكومة المنتظرة ؛ولذلك يعتبره الملاحظون العرقلة الكأداء في سبيل الانفراج ويحملون الحزب الشعبي قدرا من المسؤولية .ويؤكد موقفه الرافض تلك الرغبة بوضوح.