بالرغم من وجود أعداء مشتركين، يصعب حدوث تقارب بين السعودية وإسرائيل

لماذا يصعب رؤية تحالف بين السعودية وإسرائيل؟

قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة للكثيرين، لكن هناك الكثير من نقط الالتقاء بين السعودية وإسرائيل، خصوصا على مستوى السياسة الخارجية.
فالبلدان معا لديهما أعداء مشتركون، خصوصا وإيران وحزب الله والنظام السوري. بيد أنه في العلاقة ما بين الاثنين، لا يبدو أن مبدأ “عدو عدوي هو صديقي” ينطبق في هذه الحالة.

فكما هو معلوم، تجمع السعودية علاقة جد متوترة مع إيران لاعتبارات سياسية ومذهبية. فالمملكة، باعتبارها قائدة للعالم السني وقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط وأكبر دولة خليجية، تقود المعسكر المناوئ للدولة الفارسية.

السعودية وإيران يخوضان حروبا على جبهات مختلفة، منها اليمن حيث يقاتل السعوديون الحوثيين المدعومين من إيران، وسوريا حيث تدعم الرياض قوات المعارضة المسلحة التي تحارب نظام الأسد المدعوم من قبل طهران.

وفي لبنان يحظى كلا البلدين بدعم أوساط لبنانية تتصارع فيما بينها، حيث تقف السعودية وراء “تيار المستقبل” السني في حين يدين “حزب الله” بالولاء لمرجعيته الدينية والسياسية في إيران.

كما أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى صراع دبلوماسي غير مسبوق في أعقاب إعدام المعارض السعودي الشيعي نمر باقر النمر والهجوم الذي استهدف سفارة وقنصلية السعودية بالعاصمة الإيرانية.

وإسرائيل تناصب بدورها العداء لإيران بحكم عقيدة الجمهورية الإسلامية التي تدعو إلى محو الدولة العبرية من الخريطة وبالنظر إلى أنها تحسس من وجود أي نظام عربي أو إسلامي في المنطقة ينافسها عسكريا.

لذلك، فالبلدان معا لم ينظرا بعين الرضا إلى التقارب الغربي الإيراني خصوص في ظل الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، حيث مارست كل من الرياض وتل أبيب ضغوطا كبيرة على حليفهما الأمريكي بغية عدم المضي في الاتفاق.

التدخل الإيراني لدعم الأسد في سوريا زاد من قلق البلدين، حيث مكن طهران من زيادة تأثيرها على النظام السوري الذي صار يدين بالبقاء لها ولحلفائه في موسكو. تواجد القيادات الوحدات العسكرية الإيرانية، ممثلة في فيلق القدس، على التراب السوري شكل فرصة لدعم “حزب الله” وإمدادها بالأسلحة.

للمزيد: فيديو: سألوا الأطفال الفلسطينيين من هي عاصمة إسرائيل ! وهذا كان رد فعلهم

وباعتبار أن “حزب الله” يمثل امتدادا للتأثير في لبنان، وهو بلد ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل والسعودية، فإن من شأن ذلك زيادة مخاوفهما.

“الحرب الثالثة في لبنان هي مجرد مسألة وقت”، يقول الجنرال الإسرائيلي السابق نيتزان نورييل، ما يعني أن تل أبيب تعد نفسها لاحتمال مواجهة مع “حزب الله” تدعي أنه سيكون هو من يشعلها.

وبالرغم من كون زعيم “حزب العمل” الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، أكد الميليشيا اللبنانية الشيعية غارقة اليوم في المستنقع السوري، وهو ما يبدو حقيقة مؤكدة، بيد أن الخطاب الذي تروجه الدوائر الرسمية والأوساط السياسية الإسرائيلية وهو أن خطر “حزب الله” يظل قائما حيث حيث يمتلك 100 ألف صاروخ موجهة صوب إسرائيل.

فضلا عن هذه الاعتبارات، يروج البعض لكون صعود الجماعات المتطرفة المسلحة في الشرق الأوسط يشكل خطرا على إسرائيل والسعودية، بالرغم من كون تركيز الجماعات الإسلامية منصب لحد الساعة على الدول العربية ونادرا ما تتوجه بأي وعيد لإسرائيل.

رغم هذا وذاك، يبقى من الصعب توقع حدوث تقارب سعودي إسرائيلي في ظل عدم حدوث أي تحسن في ملف السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك باعتراف السلطات الإسرائيلية نفسها.

وبحسب ما يؤكده بعض المراقبون، لا يمكن حل القضية الفلسطينية إلا في إطار إقليمي تكون السعودية أحد أطرافه.

بيد أن مسلسل السلام لم يراوح مكانه منذ سنوات، وبالتالي يبدو من غير الأكيد حدوث أي تطور في هذا الجانب على الأقل في المستقبل المنظور.

اقرأ أيضا

غزة

غزة.. حماس تنفي عرقلة المفاوضات وتقديم مشروع قرار أممي يطالب بإنهاء الاحتلال

في اليوم الـ342 للحرب على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، في الوقت الذي دوت فيه صفارات الإنذار في نتيف هعسراه بغلاف القطاع مما يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية تطلق صواريخ. من ناحية أخرى، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

غزة

غزة.. وقف الحرب يلهب المناظرة الرئاسية الأولى بين هاريس وترامب

في اليوم الـ341 للحرب على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، مخلفا مزيدا من الشهداء والمصابين، معظمهم نساء وأطفال. وأكدت المرشحة الديمقراطي للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس على ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة

غزة

غزة.. مجزرة بالمواصي وتضارب في الآراء حول الصفقة

في اليوم الـ340 للحرب على غزة، وقعت واحدة من أبشع المجازر منذ بداية الحرب، وفقا لما ذكره الدفاع المدني بالقطاع، الذي أعلن انتشال أكثر من 40 شهيدا وأكثر من 60 جريحا بعدما قصف جيش الاحتلال خياما للنازحين بمنطقة المواصي في خان يونس، مدعيا أن المنطقة كانت تؤوي مركزا للقيادة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *