لم تحتج أسرة عبد الحليم العطار، الفارة من حرب أهلية قلبت بلادها سوريا رأسها على عقب، سوى صورة واحدة لكي يتغير مجرى حياة أفرادها كليا، ويخرجوا من فقر مدقع إلى امتلاك ثلاث محلات تجارية دفعة واحدة.
هذا وباتت الصورة اليوم تمتلك من القوة ما يجعلها قادرة على تغيير حياة البعض، حيث كانت صورة “بائع أقلام” سوري يجوب شوارع بيروت حاملا طفلته، كافية من أجل انبثاق شرارة حملة جمع تبرعات أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعية لإنقاذ حياة هذا الأخير وأسرته من الفقر.
فبعد مرور أشهر على بداية الحملة التي أطلق عليها اسم “اشتروا الأقلام”، تحول عبد الحليم العطار، من لاجئ سوري بسيط يبيع الأقلام في شوارع العاصمة اللبنانية، إلى صاحب ثلاث محلات تجارية صغيرة، يعمل فيها 16 من اللاجئين السوريين.
هذا ووفق ما أشارت إليه صحيفة “التليغراف” البريطانية، مكنت حملة جمع التبرعات التي أطلقها رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اللاجئ السوري ذو 33 عاما من إنقاذ أسرته و16 لاجئا سوريا آخر من الفقر، بعد أن قرر استثمار الأموال التي وهبها المتبرعون في ثلاثة مشاريع، بدأت بفرن بسيط، ثم محل لبيع الكباب ومطعم صغير.
ونجح مطلق حملة جمع التبرعات، الصحفي النرويجي غيسور سيمونارسون، في جمع 120 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 180 ألف دولار أمريكي، والتي قرر العطار استثمار جزء منها في مشاريعه الثلاث، في وقت وهب فيه 16 ألف جنيه لأقربائه وأصدقائه في الأراضي السورية.
وفي تعليقه على التغير الذي حل بحياته وأفراد أسرته، أشار العطار بالقول “لم تتغير حياتي وحياة أطفالي فحسب، بل حياة الناس الذين ساعدتهم أيضا”.
هذا ونجحت حملة “اشتروا الأقلام” من انتشار أسرة العطار من المعاناة التي مروا بها بعد أن فروا من الأراضي السورية بسبب الحرب الدائرة هناك مند سنوات، حيث تمكن طفل العطار، البالغ من العمر9سنوات من العودة إلى المدرسة بعد انقطاع دام 3 سنوات، إضافة إلى انتقالهم إلى شقة في أحد أحياء بيروت الرئيسية.
وعبر العطار عن امتنانه لكل من ساعده في أزمته، مضيفا “لقد استقرت حياتي الجديدة وأشعر وكأنني جزء حقيقي من المجتمع، ولست غريباً عنه..لقد بات الناس يحترمونني أكثر”.
إقرأ أيضا:بعد إسقاطه من طرف المصورة المجرية اللاجئ السوري سيوقع لناد إسباني