يشهد ملف الأساتذة المتدربين، تطورات جديدة تظهر أن الطرفين يواصلان سياسة شد الحبل، إذ في الوقت الذي أعلنت فيه التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين تنظيمها مسيرة جماهيرية في ال17 من شهر ديسمبر الحالي، أشهرت وزارة بلمختار مباشرة ورقة الاستدعاءات الإنذارية وأدخلت الآباء والأولياء على الخط.
اسماعيل الهنتاس عضو التنسيقية الجهوية للأساتذة المتدربين فرع طنجة، أكد ل”مشاهد24” أن عددا من الأساتذة توصلوا باستدعاءات من طرف المركز الجهوي للتربية والتكوين في منازلهم، مشيرا إلى أن مسؤولي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عمدوا إلى إرسال هذه الاستدعاءات لآبائهم وأولياء أمورهم، كآلية ضغط لثنيهم عن مواصلة الاحتجاجات.
وأوضح الهنتاس أن الاستدعاءات الإنذارية التي وجهتها المراكز الجهوية بتعليمات من الوزارة، والداعية إلى استئناف الدراسة قبل ال7 من ديسمبر الحالي، لن توقف الاحتجاجات وأن المسيرة الوطنية ستنظم في التاريخ المحدد لها، مؤكدا في الوقت ذاته أن الآباء والأولياء منخرطون ومتضامنون إلى أبعد حدود مع قضيتهم، حيث من المنتظر أن يشاركوا كذلك في المسيرة الوطنية المرتقبة.
أمين الصابي الأستاذ المتدرب بالمركز الجهوي فرع سطات، قال كذلك في حديثه معنا إن الوزارة أقدمت على خطوة إرسال استدعاءات إنذارية، من أجل الضغط على الأساتذة الذين أظهروا دفاعهم عن مطالبهم باستماتة، ”لكننا لن نتراجع ووقفاتنا مستمرة بمراكز مختلف الجهات” يضيف أمين.
ويتشبث الأساتذة المتدربون بمطالبهم المتمثلة في إلغاء المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف، ثم التقليص من قيمة المنحة، إلى آخر رمق إذ بدا جليا من خلال تصريحات عدد منهم، أن التراجع أمر مستبعد رغم كل الضغوطات.
وبخصوص المنحة، فإن الأساتذة الذين تحدثنا إليهم شددوا على أن الأمر لايتعلق بمنحة كما تقول الوزارة، بل إنها أجرة أستاذ متدرب في المراكز الجهوية التابعة لها، وبالتالي فالمرسوم الثاني سيقلص من قيمة أجرة وليس منحة.
ويذكر أن ملف الأساتذة الذين يضعون خطواتهم الأولى في مسار مهنة نبيلة، عرف منعطفا أزم الأمور، بعدما تعرضت مجموعة منهم في مدينة طنجة أمس (الخميس) للتعنيف، على إثر مواجهات مع عناصر الأمن التي حضرت لتفريق مسيرة كانوا يعتزمون تنظيمها.
وبخصوص مسارهم الاحتجاجي، فقد نظم الأساتذة المتدربون مباشرة بعد الإعلان عن المرسومين، عددا من الوقفات بمختلف ربوع المملكة، وحرصوا أن يكونوا حاضرين في مسيرة الأحد التي نظمتها النقابات، وتميزوا بتنظيمهم ورفعهم شعارات موحدة تشجب أسلوب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في التعامل مع أطر سيحملون مشعل قطاع حساس تعول عليه المجتمعات لتحقيق نهضتها.
إقرأ أيضا: الفيديو. الأساتذة يلهبون شوارع الرباط!