حذر وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان من خطاب الحرب الذي يتم ترويجه اليوم في فرنسا بعد هجمات باريس التي وقعت أول أمس الجمعة وأودت بحياة 129 شخصا وتسببت في جرح 352 آخرين.
من خلال تصريحاته الصحفية، حذر دوفيلبان من الانجرار وراء الفخ الذي ينصبه تنظيم “داعش” الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس.
وقال دوفيلبان، الذي يحمل نظرة مختلفة للسياسية الخارجية الفرنسية على غير ما تم اتباعه منذ انتخاب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عام 2007 مرورا بمجيئ فرانسوا هولاند إلى الرئاسة، قال إن الفخ نصب إلى فرنسا وإنه من الخطأ الانسياق وراء خطاب الحرب.
وأكد دوفيلبان أنه الحرب على الإرهاب لن تنتهي مضيفا أن الأمور لم تتغير منذ 10 سنوات، وأنه كلما تدخلت الدول الغربية عسكريا في بلد ما تخوض المغامرة وهي تعتقد أنها ستقوم بأفضل مما قامت به من قبل دون أن يتغير أي شيء.
وأوضح دوفيلبان أنه يجب إعطاء دور أكبر للعمل الدبلوماسي في حل القضية السورية وتوفير الظروف من أجل القضاء على “داعش”.
ودعا دوفيلبان، الذي شغل أيضا منصب رئيس الوزراء في السابق، دعا إلى أن تستعيد فرنسا دورها في الوساطة الدولية مضيفا أن حل الأزمة السورية يبدأ من خلال الحوار مع نظام بشار الأسد، دون أن يفوته التأكيد على ضرورة أن يتنحى الأسد عن السلطة في الفترة الانتقالية.
إقرأ أيضا: هل فقدت الدبلوماسية الفرنسية تأثيرها في الساحة الدولية؟
وانتقد وزير الخارجية الفرنسي السابق، الذي كان إلى جانب الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك من المعارضين للحرب على العراق عام 2003، انتقد السياسات الغربية في الشرق الأوسط معتبرا أنها ساهمت في بروز “داعش”.
واعتبر دوفيلبان أن مواجهة التنظيمات لا تقع على عاتق الدول الغربية بل الدول العربية، مضيفا أنه يتعين على القوى الغربية مواكبتها في هذه المواجهة.
وحذر دومينيك دوفيلبان من كون هذا النوع من الحروب مصيرها الفشل، مضيفا أن الاستمرار في هذه السياسية سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة.
ويعد دوفيلبان من الأصوات الرزينة في الساحة السياسية الفرنسية التي عرفت في السنوات الأخيرة صعودا لتيار “المحافظين الجدد” الذي عمدوا إلى جعل السياسة الخارجية الفرنسية تتماهى مع نظيرتها في الولايات المتحدة.