الجزائر تنتظر اعتذار فرنسا عن مجازر 8 ماي 1945

عبد العالي الشرفاوي
المغرب الكبيرسلايد شو
عبد العالي الشرفاوي10 أبريل 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الجزائر تنتظر اعتذار فرنسا عن مجازر 8 ماي 1945

في سابقة هي الأولى من نوعها تعتزم الحكومة الفرنسية المشاركة في إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر، والتي راح ضحيتها 45 ألف شهيد بمناطق مختلفة من أرض الوطن، حيث من المرتقب أن يحل مسؤول حكومي فرنسي رفيع المستوى بولاية سطيف حاملا معه رسالة من الإليزيه، فهل تحمل اعتذارا صريحا للجزائريين؟·
يعتزم سكرتير الدولة الفرنسي لشؤون قدامى المحاربين جان-مارك توديشيني ، التوجه إلى مدينة سطيف للمشاركة في الذكرى الـ70 لمجزرة 8 ماي 1945 التي راح ضحيتها آلاف الجزائريّين على أيدي الاستعمار الفرنسي، كما أفاد مكتبه وكالة فرانس برس·
وقال المكتب الفرنسي أمس إن توديشيني يعتزم القيام بـ رحلة استذكارية من 19 ولغاية 21 أفريل إلى سطيف ثم إلى المرسى الكبير والجزائر العاصمة، موضحا أن (رسالة الحكومة ستكون: (ما من ذكرى طواها النسيان، نحن في ذاكرة مستكينة)· وأضاف المصدر أن الزيارة لا تزال تنتظر موافقة السلطات الجزائرية عليها·
ولم يسبق لأي مسؤول في الحكومة الفرنسية أن زار سطيف للمشاركة في إحياء ذكرى المجزرة، بحسب ما أكد مصدر في مكتب سكرتير الدولة الفرنسي·
ومجزرة 8 ماي دخلت التاريخ على أنها إحدى أحلك صفحات الاستعمار الفرنسي للجزائر، ففي ذلك اليوم الأليم وبينما كان العالم يحتفل بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، تحولت الاحتفالات إلى مأساة في كل من سطيف وقالمة وخراطة ومناطق أخرى من البلاد، حيث نزل مواطنون جزائريون عزل إلى الشوارع رافعين العلم الجزائري·
وأدى قمع هذه التظاهرات التي اعتبرت شرارة الثورة التحريرية إلى سقوط 45 ألف قتيل بحسب الذاكرة الجماعية الجزائرية، بأيدي الشرطة والجيش الفرنسيين·
اعترافات ضمنية
اعترفت فرنسا (ضمنيا) أكثر من مرة بجرائم أسلافها في الجزائر خلال فترة الرئيس بوتفليقة مثلما أكده رئيس جمعية 8 ماي 1945 المجاهد عبد الحميد سلاقجي في حوار مطول مع (أخبار اليوم) نشر الأربعاء الماضي·
وحدث ذلك عندما قام السفير الفرنسي بالجزائر في 2005 بوضع باقة ورد أمام مقام شعال بوزيد بسطيف وقال بالحرف الواحد نتأسف للأخطاء الغير مبررة التي ارتكبها المعمرون، تلك السنة شهدت جوا عاما جيدا بين الجزائر وفرنسا وذلك بفضل الخطوات الجبارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نحو تحسين العلاقة والوصول لميثاق صداقة، لكن تمجيد الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك للفترة الاستعمارية في بلادنا أعاد الأمور لنقطة الصفر، لا بل زادت الهوة أكثر فأكثر بين الدولتين·
ليأتي الرئيس الحالي لفرنسا فرانسوا هولاند ويقول (أنا متألم كثيرا على معاناة الشعب الجزائري)·
وفي 27 فيفري الفائت اعترف السفير الفرنسي في الجزائر اوبير مولين دو فيرديير بمسؤولية بلاده في هذه المجازر التي وصفها بأنها (مأساة لا تغتفر)·

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق