صدامات جديدة في غرداية الجزائرية

نفى الأمين العام لولاية غرداية، مساء أمس الأحد، 11-1-2015، في تصريح للتلفزيون الجزائري، مزاعم سقوط قتيل في مواجهات غرداية، وقال إنه “مجرد إشاعات مغرضة”، مؤكدا في سياق متصل “إحالة 18 شخصا على العدالة لتورطهم في أعمال شغب”.
يأتي توضيح هذا المسؤول، بعد لغط إعلامي و”حرب” على مواقع التواصل، زعمت مقتل شاب ميزابي.
و كانت وكالة الأنباء الجزائرية قد ذكرت في وقت سابق من اليوم أن صدامات جديدة في غرداية (جنوب الجزائر) أدت إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح بينهم دركيان. وقالت الوكالة إن الصدامات اندلعت بعد قرار مجموعة من الشبان الميزابيين (أمازيغ إباضيين) منع عرب من الوصول إلى مسجد يقع في حي غالبية سكانه من الأمازيغ. ويتهم هؤلاء العرب “بأعمال استفزازية متكررة”.
وأضافت أن المواجهات بين الطرفين أدت إلى إغلاق الطريق الرئيسي المؤدية إلى عدد من الأحياء الشعبية وتوقف حركة النقل تماما في أطراف الحي مما أدى إلى تدخل قوات الأمن والدرك الوطنيين لاحتواء الوضع. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لوقف رشق الدرك بزجاجات حارقة.
وتشهد ولاية غرداية منذ كانون الأول/دجنبر مواجهات دامية بين العرب السنة والأمازيغ الميزابيين الإباضيين. وأوقعت المواجهات الطائفية في المنطقة عشرة قتلى خلال الأشهر الماضية وتعرضت عدة منازل للأمازيغ لعمليات نهب وحرق.
ومن جهتخه أورد حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن ثلاثة قتلى سقطوا في المواجهات بين المتظاهرين في غرداية وقوات الدرك الوطني. وذلك خلافا للرواية الرسمية التي أكدت أن هذه المناوشات “لم تخلّف لحسن الحظ أي خسارة بشرية خلافا للإشاعات التي رددتها شبكات التواصل الاجتماعي”.
ذكر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في بيان له، أمس، أن “ثلاثة قتلى أضيفوا إلى القائمة المروعة المفتوحة منذ أكثر من سنة في غرداية. وقد فقدوا الحياة بعد التدخل العنيف لقوات الدرك في حي ميزابي بالمدينة”. وذكر الحزب أن “منع الإسعافات من الدخول بسرعة كلّف رجلا سبعينيا حياته اختناقا، بعد أن تم إطلاق غازات مسيلة للدموع في هذا الحي”.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، أن “خمسة عناصر من الدرك الوطني أصيبوا بجروح مختلفة جراء رمي الحجارة والزجاجات الحارقة التي كان يقذف بها من سطوح المنازل خلال هذه المناوشات التي لم تخلف لحسن الحظ أي خسارة بشرية خلافا للإشاعات التي رددتها شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بالاستناد إلى حصيلة مؤقتة أعدّتها مصالح الولاية، أول أمس ليلا. وقدّم الأرسيدي الذي يملك منتخبين محليين في المنطقة، تعازيه لـ”عائلات الضحايا” مدينا هذا “الاعتداء اللامتناهي على الحياة”. وأشار إلى “أن اللجوء المتكرر إلى استعمال القوة العمومية في معالجة الصراعات الاجتماعية يكشف عدم قدرة الحكومة على إيجاد حلول لمشاكل السكان”.

وأبرز الأرسيدي أن “التعبئة والاحتجاج لدى سكان الجنوب، هو نتيجة الوعود غير المحققة وشروط الحياة البعيد عن المستويات الوطنية في المنطقة. وأضاف أنها “محصّلة سياسة النظام الخارجة عن الزمن، والمؤمنة بمنطق العصب الذي ينكر السيادة الشعبية”. وقال إن “المواطنين في غرداية وعين صالح وتمنراست وورڤلة يعانون من التهميش والإقصاء”.
وأشار الأرسيدي إلى أن “عدم المبالاة الرسمية حول مقتل مواطنين جزائريين تزامن مع قرار الحكومة إرسال ممثل للمشاركة في مسيرة باريس لإدانة الهجمات الإرهابية البربرية التي ضربت الشعب الفرنسي”. وأراد الأرسيدي بهذه المقارنة لفت الانتباه إلى “تناقض” بين تعاطي السلطة مع الأحداث في الجزائر والخارج. ولاحظ الأرسيدي أنه إلى هذا اليوم “لم تحرك أي متابعة قضائية لعمليات القتل التي نفّذت بحق مواطنين جزائريين خلال العديد من المظاهرات في الطريق، والتي تستمر في هز مختلف المناطق في البلد”. وأدان الحزب ما قال إنه “الاستخفاف بالجريمة في الجزائر”.

اقرأ أيضا

تبون وغالي

بعد واقعة “قميص نهضة بركان”.. نشطاء صحراويون يفضحون النوايا الخبيثة للجزائر وراء صنع “البوليساريو”

انتبه العديد من النشطاء الصحراويين، ضمنهم الناشط الحقوقي والمدون الصحراوي محمود زيدان، المعتقل سابقا في سجن "الذهيبية" الرهيب بمخيمات تندوف، للعبة الخبيثة، التي يلعبها النظام العسكري الجزائري، في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *