نجحت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج بالدخول إلى طرابلس والحصول على تأييد جهات أمنية وسياسية، لكن التساؤل يبقى مطروحا بخصوص مدى قدرتها على إعادة الاستقرار إلى ليبيا.
هيئة الإذاعة البريطانية BBC علقت في مقال على موقعها الإلكتروني الناطق بالإنجليزية على نجاح حكومة السراج في الوصول إلى طرابلس بأنه تم من دون أن يحصل ما كان يخشاه الكثيرون بوقوع مواجهات مسلحة بين ميليشيات العاصمة.
وتساءلت الهيئة البريطانية عن ما إذا كان الأمر يتعلق بمجرد “شهر عسل” أم أن ليبيا تحول نقطة تحول حقيقية.
ونقلت “بي بي سي” عن سفير أوروبي قوله إن القوى الخارجية واعية بالمخاطر فرض هذا الاتفاق من دون وجود توافقي قوي على الأرض.
إقرأ أيضا: أمين الزاوي: ”رد الاعتبار للأمازيغية بالجزائر في بدايته”
بالمقابل لا يبدو أن الأطراف الدولية لديها استراتيجية واضحة من أجل إعادة بناء ليبيا، فحديثها اقتصر على محاربة تنظيم ”داعش” ووقف تدفق المهاجرين على أوروبا.
لكن هذه المشاكل لن تحل إذا ما استمر الصراع بين الميليشيات المسلحة في البلاد. من جانب آخر يتعين على رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إظهار أنه لا يكون رهينا للميليشيات التي تدعمه.
وزير العدل الليبي السابق صالح المرغني اعتبر أن الليبيين ليس لهم خيار سوى التشبث بالأمل بالرغم من التحديات التي تواجهها البلاد.
وأكد المرغني أنه ينبغي القطع مع المنطق الثوري ومنطق الميليشيات المسلحة لأن هاته الجماعات خارجة عن السيطرة حتى لو قامت اليوم بدعم الحكومة.
وأضاف وزير العدل الليبي السابق، “بمجرد أن ترى هذه الميليشيات أن الحكومة تناقض مصالحها سوف تنقلب هذه الميليشيات عليها”.
ويرى صالح المرغني أن الدول الغربية عليها أن تلعب دورا أكبر وأكثر فعالية في نزع سلاح الميليشيات لأن الحكومة لا يمكنها أن تقوم بهذا الدور لوحدها.
الحكومات الأوروبية بدورها ما يزال تفكيرها منصبا على إيجاد مخاطب ليبيي ليكون شريكا في الحرب ضد تنظيم “داعش”.
الرهان الأكبر يبقى في كيفية تجميع الميلشيات المتنازعة، التي ترى واحدة منها نفسها بأنها “الجيش” الشرعي في البلاد، تحت راية واحدة.
في نفس الوقت ما يزال اللغط السياسي محيطا بحكومة الوفاق الذي تبدي غير مكتملة الشرعية حسب تعبير المبعوث الأممي مارتن كوبلر.
في ظل هذه المشهد المضطرب، ما هي حظوظ إعادة الاستقرار إلى ليبيا وتجنيب البلاد ويلات أزمة سياسية وأمنية قد تطول لسنوات أخرى قادمة؟