جاء إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أنها تدرس الخيارات العسكرية الممكنة لتدخل عسكري في ليبيا بدعوى مواجهة تنظيم “داعش” ليزيد المخاوف من إمكانية خلق فوضى جديدة في البلاد.
وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات داخلية كبيرة بسبب الحملة التي شنها حلف “الناتو” ضد نظام القذافي عام 2011، والتي قادت إلى سقوط النظام.
وبالرغم من كون الولايات المتحدة تراجعت إلى الخلف في حين قادت كل من فرنسا وبريطانيا الحملة ضد النظام الليبي، إلا أن سياسيين وإعلاميين أمريكيون يوجه اللوم لإدارته بكونها شاركت في خلق الفوضى التي تعيشها ليبيا اليوم بعد سقوط القذافي.
وتسببت حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا إلى ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة فوق أراضيها، على رأس “القاعدة” وتنظيم “داعش”، فضلا عن تحول البلاد إلى معبر للهجرة السرية باتجاه أوروبا.
وبالرغم من كون تنظيمي “القاعدة” و”داعش” لا يسيطرون على مساحات ترابية واسعة في ليبيا، باستثناء مدن مثل سرت والنوفلية ودرنة وصبراتة، إلا خطاب الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ينحو إلى تهويل خطر “داعش”.
ويبدو أن تقارير بعض المؤسسات العاملة في الاستشارات، تساهم بدورها في تعزيز المخاوف بخصوص قدرة التنظيم على التمدد والسيطرة على مصادر النفط.
ويشير تقرير لمجموعة “سوفان” إلى كون ليبيا قد تصبح وجهة مفضلة للإرهابيين بسبب غياب مراقبة للحدود وتوفرها على احتياطات نفطية كبيرة.
وبدأ التلويح بالتدخل العسكري في ظل المشاكل الكبيرة التي تعترض عمل حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات في دجنبر الماضي.
وكانت عدد من الأطراف تلح على ضرورة إنجاح المسار السياسي في ليبيا من خلال بناء حكومة ومؤسسات دولة وأجهزة أمن من شرطة وجيش لمواجهة تهديدات الجماعة المتطرفة.
بيد أن حالة الانقسام الكبير الذي تعيشها ليبيا جعلت من الصعب تجاوز الخلافات القائمة بين الفرقاء الليبيين، مما يضع مستقبل البلاد على كف عفريت.
فهل التدخل العسكري الأمريكي أو الغربي، في حال تم المضي فيه، ليعمق من أزمة ليبيا ما بعد القذافي؟
إقرأ أيضا: هل أصبحت ليبيا قبلة لـ “تنظيم الدولة” بعد سوريا والعراق؟