دأب زعيم “جبهة التحرير الوطني” (الأفالان) في الجزائر، عمار سعداني، إلى خلق الجدل في الجزائر عبر تصريحاته التي تكون صادمة أحيانا.
هذه المرة خلق سعداني الجدل بامتناعه عن الحديث عن موضوع الصحراء المغربية خلال لقاء له مع قناة “النهار”.
فبالرغم من محاولة الصحفي الذي حاوره إثارة رد فعل زعيم “الأفالان” من خلال الاستشهاد بالهجوم القوي الذي شنه الملك محمد السادس على الجزائر بسبب سياستها الداعمة لجبهة البوليساريو، إلا أن سعداني ظل متمسكا بموقفه بعدم الحديث عن قضية الصحراء مرجئا ذلك إلى وقت لاحق، ومؤكدا أن على الجزائر أن تعيد حساباتها فيما يخص العلاقة مع المغرب!!
هذه الجملة الأخيرة، ربما كانت الأولى لمسؤول جزائري على هذا المستوى، يعلم الجميع أن علاقته بمؤسسة الجيش هي علاقة طيبة، وبالتالي قد توحي بأن تغييرا في الموقف الجزائري الداعم للبوليساريو هو محل دراسة، وهو ما شأنه أن يفتح صفحة جديدة بين البلدين الجارين الشقيقين.
أكثر من ذلك، فاجأ سعداني المتتبعين بقوله إنه لو تحدث في قضية الصحراء، لخرجت الناس إلى الشارع، مضيفا أنه يعتقد أن التصعيد ليس في صالح المغرب أو الجزائر.
موقف سعداني أصاب ما يسمي بـ “اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي” بالدهشة، وذهبت إلى أبعد الحدود في مسلسل تخوين الأمين العام للأفالان، فما قام به سعداني “يضعه في خط معادي للثورة الجزائرية ولمبادئ جبهة التحرير التي ساندت 17 حركة في إفريقيا”، تقول اللجنة في بيان لها، بذلك “يكون سعداني قد تنكر لمبدأ أساسي من مبادئ الحزب” المساند لمسعى الانفصاليين، حيث اعتبرت اللجنة أن موقف سعداني لا يشرفه.
واعتبرت “اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي” أن تصريحات سعداني تلمح إلى أنه على الجزائر الكف عن دعم جبهة “البوليساريو”.
هذا وقد يكون موقف سعداني، الذي قال إنه يجب أن يكون الشعار المتبع هو الجزائر أولا وثانيا وثالثا، تعبيرا عما يختلج في صدور معظم المواطنين الجزائريين الذين يرون أن جزءا من أموال بلادهم يتوجه لدعم قادة البوليساريو وإذكاء العداء مع المغرب، في الوقت الذي دخلت فيه البلاد مرحلة اقتصادية عصيبة.
إقرأ أيضا: “الصحراء مغربية” في معرض الكتاب بالجزائر