اقترب شهر رمضان من الثلث الأخير منه، وبدأ العد العسكي لنهاية الشهر الفضيل، لكن قبل أن يغادر رمضان هذا العام، تحل أيامه العشر الأواخر المباركة، التي لها فضل كبير على المسلم، الذي عيله أن يغتنم هذه الأيام الفاضلة لكي يزيد من زاده، ويرفع من أجره ويقوي إيمانه، ويدرك ليلة القدر، التي تفوق العبادة فيها ألف شهر أي مايعادل 83 عاما.
فالعشر الأواخر مناسبة لمن فاته رمضان، أن يدرك ويلحق بالركب، ويكثر من الأعمال والقيام والصلاة، وتلاوة القرآن حتى يستطيع أن ينال رضى الخالق سبحانه وتعالى، وينفع نفسه.
ولأجل اغتنام هذه الأيام على المسلم أن :
– يعرف فضل العشر الأواخر، وأنها أيام وليال شريفة ﻻ ينبغي التفريط بأي جزء منها . وأن نستحضره بقلوبنا ونعيش بوجداننا هذا الفضل ، وأنها أيام تعظم فيها الرحمات ، وتُغفر فيها الزﻻت .
الكون كله يتغير فتتنزل الملائكة، وتفرح السماء بأعمال العابدين ، وتتنور اﻷرض بالساجدين ، وتهتز جنبات المساجد بالداعين…
– تجديد التوبة قبل دخولها وفي كل لحظة من ساعاتها فالذنوب سبب عظيم للحرمان من الطاعات والقربات – وهذا مانغفل عنه – فإننا نرى من أنفسنا كسﻻ عجيبا ، وتفريطا مؤلما لها..
و لعل إقبال هذه اﻷيام فرصة لنجدد التوبة – التي هي واجبة علينا على الدوام – وسبيل بإذن الله للعمل الصالح خلالها.
– الحرص على اﻹعتكاف إن تيسر لك أو اعتكاف بعضها أو لياليها أو ليالي اﻷواتر منها .
فاﻻعتكاف بإذن سبب ﻻغتنامها بالعبادة ، بشرط اﻻعتكاف الجاد الذي يتفرغ العبد فيه للعبادة فعﻻ وليس للنوم وكثرة الزيارات واللقاءات .
– الصدق والجد مع النفس فبدون الجد والصدق لن نظفر بخير العشر وستجدنا متكاسلين .
– عدم مجاملة الآخرين ومسايرتهم في تضييعها .
– اﻹجتهاد في الدعاء في لياليها – خصوصاً أوقات السحر –
– تذكر أنها ليالي قليلة سرعان ماتمضي وتذهب سريعا .
– استحضار فضل ليلة القدر وأنها ليلة عظيمة ، العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة ، فهل يليق بعاقل أن يُفوّت مثلها !
وقد أخفاها الله ليتقرب العباد لربهم في سائر العشر فتعظم حسناتهم .
– أن تكون في كل ليلة أشد حرصاً على العبادة من التي قبلها ﻷن العد التنازلي يكون قد بدأ .
– التأمل في الدنيا وحقارتها وأنها ﻻ تستحق أن ننغمس فيها ونضيع ﻷجلها مثل هذه الليالي .
– الحذر من مضيعاتها من التسكع في اﻷسواق ، أو التفريط في مشاهدة وسائل اﻷعﻻم أو نحوها ، ومن أشد ما يؤلم مثل هذه الصور في العشر .
– أعط جوالك إجازة هذه اﻷيام ، خصوصاً وسائل التواصل فيه ، الواتس ، تويتر ، الفيس ..
– تذكر أن كل شيء نستطيع إستدراكه إﻻ العشر اﻷواخر – خصوصاً لياليه – فهي إن فاتت عليننا فات علينا الخير كله .
– اعلم أن أخسر الناس صفقة
من أدرك هذه العشر فلم يربح خيرها ولم يغتنم فضلها ، فحذار حذار أن نكون منهم .
– تذكر أنها لن تعود إﻻ بعد عام ، فهل سنكون متمكنين من العمل أو أصبح الجسد تحت أطباق التراب ، فلنجتهد في اغتنامها فهي أيام عظيمة وليال شريفة ، والمحروم من حُرم فضلها .