الرئيسية / إضاءات / اختفاء البشير مصطفى السيد.. القطرة الأولى في غيث الهروب الكبير لقيادات البوليساريو!
البشير مصطفى السيد

اختفاء البشير مصطفى السيد.. القطرة الأولى في غيث الهروب الكبير لقيادات البوليساريو!

إن صحت الأخبار الواردة من تيندوف، تكون أولى نبوءات “مشاهد24” قد بدأت بالتحقق، لجهة بدء موجة هروب جماعي من قارب البوليساريو الذي يغرق. أول الهاربين يملك مكانة رمزية عالية، ونقصد شقيق مؤسس الجبهة نفسها، القيادي البشير مصطفى السيد، الذي تؤكد مصادر صحفية موريتانية مطلعة أنه “مختف” منذ أيام. وما يمنح الصحيفة الموريتانية مصداقية أكبر، هي كون البشير مصطفى السيد هو مبعوث “الرئيس الصحراوي” إلى موريتانيا، وله فيها علاقات خاصة ووطيدة، يمكن لأي منها أن يعرف أخباره.

للمزيد: هل تتحول البوليساريو إلى عبء على النظام الجزائري.. ويبدأ قادتها باللجوء إلى المغرب؟!!

السيد، مثله مثل باقي قيادات الصف الأول لجبهة البوليساريو، عانوا الأمرين من أجل تمرير مسرحية تنصيب ابراهيم غالي على رأس الجبهة، من قبل جناح السلطة الجزائرية التي لم تستطع القطع مع ثقافة الإدارة المخابراتية للملف، والتي أرساها الفريق محمد مدين (توفيق)، وذلك منذ ديسمبر الماضي، عندما أصروا على تفصيل مواصفات وشروط الترشح للرئاسة على مقاس غالي، عندما بدا أن أيام زعيم الجبهة محمد عبد العزيز قد أصبحت معدودة. إصرار ترجم خلال المؤتمر الاستثنائي الأخير بفرض غالي مرشحا وحيدا، حتى ضد من تنطبق عليهم الشروط الجزائرية، ومن بينهم البشير مصطفى السيد ومحمد لامين البوهالي وأربعة غيرهما. وعليه، لوحظ الاستياء باديا على وجوه القيادات التي حضرت المؤتمر من قبيل البشير مصطفى السيد ومحمد خداد والوزير الأول عبد القادر الطالب عمر وحمة سلامة وابراهيم محمد محمود (أكريكاو) وغيرهم، ولم يساهم أي منهم في أي شيء يذكر من أعماله، تاركين المشهد برمته لغالي وداعميه الجزائريين.

إقرأ أيضا: هل يفجر “شرط التجربة القتالية” مؤتمر البوليساريو المقبل؟!

البشير مصطفى السيد الذي تقول ذات المصادر أنه اعتزل الحياة السياسية مباشرة في أعقاب المؤتمر، مفضلا حياة البادية على “مؤامرات الرفاق”، مؤكدة أن ظروف اختفائه “غامضة”، وأن المتداول حولها نظريتان: أنه قد تاه في الصحراء وقضى عطشا، أو أنه التحق بالمغرب، وهي الوجهة المفضلة لمن هم في مثل وضعه.

هذا الخيار الأخير، هو الذي تحدثنا مرارا عن كونه “الخيار الوحيد” عمليا أمام قيادات البوليساريو التي تواجه التحكم السافر من قبل جناح السلطة الجزائرية الراعي، ناهيك عن موجات التمرد والاحتجاج الداخليين في مخيمات تيندوف والحمادة، والتي تتغذى من فساد قيادات البوليساريو، ومتاجرتهم بمعاناتهم، وانسداد أي أفق سياسي أمامهم سوى الالتحاق بأرض الوطن. وضع أتت الخطوة المغربية الأخيرة بالرجوع إلى صفوف الاتحاد الإفريقي لتزيده سوءا وكارثية، حيث أن الهدف المغربي المعلن هو خوض معركة طردهم من أهم معاقلهم مباشرة، بمساعدة الأصدقاء الأفارقة، الذين تلقفت أغلبيتهم (28 دولة) الإشارة وباشرت العمل فورا لتحقيق هذا الهدف، وهو الهدف الذي يعلم الجميع في قيادة البوليساريو أنه في المتناول، وأن فترة الشهور الستة المتبقية على انعقاد قمة أديس أبابا في يناير 2017، هي فترة كافية من أجل جمع أغلبية الثلثين المطلوبة من أجل كتابة شهادة وفاتهم. يضاف إلى ذلك أن الأمم المتحدة ستشهد بدورها انتخاب أمين عام جديد، ومعه ممثل شخصي آخر غير كريستوفر روس، وبالتالي إعادة فتح المشهد على توازنات جديدة غير تلك التي سادت خلال فترتي ولاية بان كي مون.

أمام هذا المشهد، وبالنسبة لقيادات الصف الأول للبوليساريو، دقت ساعة الحسم. وما اختفاء البشير مصطفى السيد سوى القطرة التي تسبق غيث “الهروب الجماعي” سواء باتجاه المغرب مباشرة، أو عبر مناف اختيارية يمكنها أن تمنحهم فرصة لتهيئة الأوضاع قبل الرجوع إلى أرض الوطن. وإن غدا لناظره قريب!!