من الواضح أن التقصير الأمني والاستخباراتي لم يتسبب في الهجمات البلجيكية فحسب، حيث كشفت تقارير إعلامية أن إهمال السلطات الفرنسية بدورها لبعض المعلومات الدقيقة أدى إلى الفاجعة التي شهدتها العاصمة باريس في الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي.
ووفق تقرير أعدته صحيفة le journal de dimanche الفرنسية، كان التقصير الأمني والاستخباراتي الفرنسي في التعاطي مع التهديدات الإرهابية من العوامل الرئيسية التي أدت إلى وقوع الهجمات التي عرفتها باريس، وخلفت مقتل 130 شخصا وإصابة مئات آخرين.
وكشف تقرير الصحيفة الفرنسية عن حجم الثغرات والتقصير الأمني الخطير الذي ساهم في حدوث هجمات باريس الدامية، مشيرا إلى أن السلطات لم تتعاطى كما يجب مع معلومات بخصوص عناصر “تنظيم الدولة” المتسللين إلى أوروبا.
واستندت le journal de dimanche في تقريرها على معلومات بشأن عنصر فرنسي منشق عن التنظيم المتطرف، والذي سبق ووجه تحذيرات جدية إلى السلطات الفرنسية على رأسها الجهاز الاستخباراتي بخصوص مخطط إرهابي يستهدف العاصمة، وذلك قبل أشهر من وقوعه.
وكان الفرنسي الذي يدعى نيكولاس قد حذر الأجهزة الأمنية الفرنسية من هجوم إرهابي محتمل وقريب يستهدف البلاد، وذلك فور عودته من مدينة الرقة العراقية في يونيو 2015.
وأمد المنشق عن “تنظيم الدولة” السلطات بمعلومات دقيقة وفي غاية الأهمية، بخصوص استعداد وتخطيط التنظيم لشن هجمات في كل من باريس وبروكسل.
وأكدت الصحيفة الفرنسية، أنه وبالرغم من خطورة المعلومات التي قدمها المنشق عن التنظيم المتطرف، إلا أن السلطات الفرنسية لم تولي أهمية كبيرة لها، حيث استخفت بها واعتبرتها مجرد تخيلات صادرة من منشق يبحث عن الإفلات من العقاب، حسب تقرير الصحيفة.
وأضافت le journal de dimanche، أن الفرنسي الهارب من جحيم “داعش” قضى عامين تقريبا في معسكرات تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، قبل أن يقرر العودة إلى بلاده، التي حذرها من مخطط إرهابي وشيك يستهدف عاصمتها باريس.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن أبا عود جاء على لسان نيكولاس خلال اعترافاته للسلطات الفرنسي، حيث أكد أن التنظيم اسند لهذا الأخير مهمة دراسة ملف المترشحين الراغبين في الانضمام إلى صفوف التنظيم كجواسيس وانتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا.
وأكد الفرنسي “التائب” أن جواسيس التنظيم الإرهابي يحصلون على 502 ألف يورو مقابل كل عملية في أوروبا.
وأضاف الفرنسي المنشق عن “داعش”، أن هجمات العاصمة الفرنسية والبلجيكية قد طبخت في مطعم يسمى “أبو سيف”، في مدينة الرقة العراقية التي تعتبر معقل التنظيم الإرهابي.
هذا أوضح نيكولاس أن علمه بالمخططات التي تحاك لاستهداف بعض المدن الأوروبية جاء نتيجة لتردده على المطعم الذي يستقبل عددا من مقاتلي التنظيم من أصول بلجيكية ومغاربية.
إقرأ أيضا:هجمات بروكسل..عندما تتغاضى السلطات عن المعلومات الحساسة