بوتفليقة جسد من دون روح. هذا هو الانطباع الذي يساور المرء وهو يتطلع إلى صورة الرئيس الجزائري خلال لقاءه مع الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس.
وكما يقال إن الصورة بألف كلمة، كذلك بدت صورة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي استحال إلى شبح في مشهد يغني عن الكثير من الكلام الذي يمكن أن يقال عن وضعه الصحي، وعدم أهليته لمنصب رئيس الجمهورية وعن كون السلطة الفعلية في يد المحيطين به، على رأسهم شقيقه السعيد.
الصورة تم تناقلها بمناسبة زيارة مانويل فالس إلى الجزائر، حيث قام الأخير بنشرها على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” مرفقة بتعليق يقول فيه، “مبادلات اقتصادية وإنسانية وتعاون أمني: العلاقات الفرنسية الجزائرية قوية وتاريخية واستراتيجية”.
وإن كانت الصورة قد تعكس أيضا قراءة أخرى تدل على اختلال ميزان العلاقات الفرنسية الجزائرية، خصوصا في ظل شيخوخة النظام الجزائري وانتقال السلطة من المؤسسات إلى حكومة الظل التي ليس لها مسؤوليات دستورية، يبقى ما تقوله حول بوتفليقة ووضعه في معادلة الحكم بالجزائر بليغة جدا.
إقرأ أيضا: لماذا استعادت “المافيا” الحاكمة في الجزائر شكيب خليل؟
ولأن الصورة لا يمكن التلاعب بها دائما، مثلما حاولت الإذاعة الوطنية الجزائرية القيام به من خلال نشر صورة قديمة لبوتفليقة مع مانويل فالس، ومثلما دأب التلفزيون الجزائري القيام به من خلال زوايا التقاط اللقطات التلفزيونية للرئيس الجزائري خلال استقباله لضيوفه الأجانب لإخفاء مدى تدهور حالته الصحية، فإن صورة بوتفليقة مع الوزير الأول الفرنسي انتشرت على نطاق واسع.
بوتفليقة جسد من دون روح . صورة استفزت العديد من الجزائريين الذي أطلقوا العنان لغضبهم على صفحات التواصل الاجتماعي الذين رأوا فيها “قمة الاستهتار بالشعب الجزائري”، في حين تأسف البعض لرؤية رئيس البلاد على هذا الحال، أما أكثر التعليقات سخرية فكانت تلك التي أكدت أن أفضل طريقة “لإكرام الميت هي دفنه”.
في الصورة بدا الرئيس الجزائري فاغرا فاه وعاجزا عن الكلام في مشهد يضع الجزائريين أمام هذه الحالة الشاذة التي يعيشونها في العالم، مع رئيس شبح فوق كرسي متحرك للحكم يدفع آخرون من وراء الكواليس.
بوتفليقة جسد من دون روح. في الصورة ما يغني عن الكلام.