مازال طريق مدينة سنجار العراقية تحت حراسة مشددة حتى بعد تحريرها من تنظيم “داعش” قبل شهرين.
سافر معنا محافظ مدينة سنجار اليوم، ليرينا ما تبقى من مدينته…
يقول، وهو يشير إلى أحد القبور، إن ترك هذه العظام مكشوفة هكذا يؤلمه، ولكن لم يأت أحداً ليحقق أو ليوثق الأمر، لذلك لا يريدون الاستخفاف بأي أدلة قد يجدونها.
هذا القبر هو واحد من مئات غيره، يقول لنا المحافظ، وهذا هو المكان الذي قبروا فيه النساء والأطفال الذين رفضوا الانضمام إلى داعش، ورفضوا أن يجندوا الأطفال لجيش داعش.
قالت السلطات الكردية لـCNN إن لديهم إثباتاً بأن “داعش” اختطف أكثر من ستمائة طفل من سنجار والمدن الأيزيدية المجاورة وهرب منهم مائتا طفلاً فقط. يعيشون في ملاجئ مثل هذا… ويروون القصص الوحشية التي شهدوها.
نوري فلح، في الحادية عشر من عمره، كان أحد المحظوظين. اختطفت عائلته في ذات اليوم الذي وقعت به مجزرة سنجار، وعندما وصل إلى تلعفر، رفض الانضمام إلى تدريبات داعش، فضربه مقاتلو داعش بوحشية، كاسرين ساقه في ثلاثة أماكن مختلفة، والآن هو معافى، لكنه لا يزال يعرج.
“طلبوا مني الذهاب إلى الجبل ورفضت، ثم كسروا ساقي مرة أخرى، وهذا ما أنقذني… الأطفال الآخرون، أخذوا بالغصب، ولكن قال المقاتلون إنني عديم الفائدة، وهذا ما أنقذ حياتي.”
شقيق نوري، في الخامسة من عمره، كان مذعوراً منذ البداية، وكان يضرب يومياً… حياتهم في مخيم “داعش” حياة لا يستطيع أحد تحملها…
جدة هؤلاء الأطفال، غورة خلف، تقول إن الأطفال وصفوا لها مشهد وقوفهم بينما قتل مقاتلو داعش الأطفال الآخرين الذين رفضوا التدريب.
“إنهم مصابون بهلع تام، يستيقظ نوري في الليل صارخاً بأن هناك من يخنقه… وشقيقه مازال يعاني من نوبات مرضية… “
ولأنهم كانوا بهذه الحالة السيئة، لم يستطيعوا الانضمام لداعش، وأطلق سراحهم بمعجزة…
على الأرض، وجد المحافظ قطعة تبدو وكأنها من جمجمة طفل… برقة أخذها، ووضعها فوق القبر… ويقول لنا إنه يأمل أن تصبح المنطقة بأمان كاف ليأتي المحققون ويساعدوهم في التعرف على الأطفال الموجودين تحت هذه الأنقاض…
روابط ذات صلة:تنظيم الدولة يستغل الأطفال الإيزيديين الأسرى في عمليات انتحارية