من أمستردام، جاء الخبر ، أمس الأربعاء، مؤكدا فوز هولندية من أصل مغربي، اسمها خديجة عريب، برئاسة الغرفة الثانية للبرلمان الهولندي، بعد مسار حافل بالنضال في المجال السياسي، عن طريق انخراطها، منذ مدة، في حزب العمال الهولندي.
هي، وباعتراف كل الذين عايشوها عن قرب، في بلاد المهجر، نموذج جيد للمرأة المغربية المهاجرة، المكافحة من أجل إيجاد موقع قدم لها، في المشهد السياسي، رغم كل التحديات التي تواجهها.
السيرة الذاتية للسيدة عريب، تفيد أنها من مواليد مدينة الدار البيضاء، سنة 1960 ، التحقت بالديار الهولندية، رفقة والديها، بعد بلوغها سن الخامسة عشر من عمرها.
وكان أول تحد لها هو كيفية استيعاب لغة البلاد، الصعبة والمعقدة، وهو الأمر الذي استطاعت التمكن منه بعد فترة وجيزة من الزمن، قبل بلوغها سن الشباب، ودراستها لعلم الاجتماع، وخوضها لمعارك سياسية توجتها بالوصول إلى منصة رئاسة البرلمان الهولندي.
وهذه هي أول مرة تصل فيها إمرأة مهاجرة من أصل مغربي إلى هذا الموقع، علما أن هناك مواطنا من الناظور ، هو أحمد أبو طالب، سبق له أن اختير ليكون عمدة لمدينة روتردام، في بلد يزخر بالكثير من مظاهر العداء ضد الإسلام، خاصة في الظرفية الراهنة، نتيجة الأحداث التي هزت باريس.
للمزيد:عمدة روتردام المسلم يطالب المسلمين بمغادرة الغرب
اختيار عريب رئيسة للغرفة الثانية للبرلمان الهولندي خلف عددا من ردود الفعل المرحبة بهذا التتويج السياسي، ومن ذلك مثلا، ما أورده موقع مجلس الجالية المغربية المهاجرة .
وقد أشاد المجلس المذكور بهذا التتويج، مشيرا إلى أنه “بالرغم من محاولات مرشحي حزب الحرية اليميني المتطرف عرقلة وصول المهاجرة المغربية إلى أعلى هرم السلطة التشريعية في هولندا، إلا أن ابنة الدار البيضاء، استطاعت أن تفوز بالأصوات الكافية التي تخول لها التربع على البرلمان الهولندي”.
وأضاف الموقع الاليكتروني لنفس المجلس، أن” خديجة أعريب تعتبر من أقدم البرلمانيات بهولندا حيث نجحت في الوصول إلى قبة البرلمان، أربع مرات على التوالي، في صفوف حزب العمل الهولندي، و تتمتع السياسية المغربية الهولندية وفق وسائل الإعلام الهولندية باحترام واسع في الأوساط السياسية الهولندية بسبب الدور الذي لعبته في الحياة البرلمانية ومؤسستها التشريعية.”
ومن جهته، وجه الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، في الرباط، التحية “إلى إمرأة مناضلة وإنسانية على هذا التتويج المستحق في ظرفية سياسية صعبة”، على حد تعبيره في تدوينة له على حائطه الفايسبوكي، مع صورة تذكارية رفقة الرئيسة الجديدة للغرفة الثانية للبرلمان الهولندي.