أكد المفكر الإسلامي طارق رمضان أن المواطنة الكاملة نابعة من التربية السليمة كأول خطوة في إذكاء حب الوطن والاحساس بالافتخار والاعتزاز للانتماء إليه.
وأبرز رمضان، خلال ندوة علمية عقدت اليوم الجمعة بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء حول “تحديات المواطنة بالدول ذات الأغلبية المسلمة”، أن المواطن الحق هو من يتحلى بالشجاعة في التعبير عن آرائه بكل حرية وبالتحليل النقدي السليم في ظل الاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع.
وأضاف أن من مظاهر هذه المواطنة أيضا التحلي بروح المسؤولية التي تجعل منه عنصرا فعالا وأداة من أدوات المساهمة الإيجابية في تحقيق التنمية بمختلف تجلياتها.
وأوضح من هذا المنطلق أن الشغل يبقى صماما للأمان وللكرامة التي ترفع من قيمة الإنسان وتكسبه القدرة على الاستقلالية عوض التواكل على الغير وبالتالي التسلح بالأمل مما ينعكس إيجابا على موطنه.
وأشار إلى أن الشعور بالمواطنة لدى المواطن المسلم لابد أن يظل قائما حتى بدول المهجر التي تتطلب منه التسلح بسلسلة من الممارسات والتصرفات النبيلة التي تجعل منه قدوة وتسهل له إمكانية الانسجام والتفاعل مع مختلف الثقافات.
وعن السبيل لمعالجة مظاهر التمييز العنصري التي تجسده العديد من الأحداث والمواقف التي يعيشها العالم، يرى المفكر رمضان ضرورة الاعتراف بالآخر كيفما كانت طبيعة انتماءاته الدينية أو العقائدية أو السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، وذلك بإذكاء روح التضامن والتعاون بعيدا عن لغة التعصب والتطرف.
وشدد، في هذا الشأن، على الدور الفعال الذي يمكن أن تضطلع به المؤسسات التعليمية والدينية وكذا السلطة الرابعة كآليات بإمكانها تكريس مبادئ الحرية في اتخاذ القرارات الكفيلة بمعالجة القضايا وذلك بحكمة واتزان وتبصر.