لقاء الأمس كرس أجواء المصالحة

قادة “الاستقلال” يحثون على ممارسة ” النقد الذاتي” لتدارك أخطاء الماضي

حفلت الكلمات التي ألقيت أمس في ذكرى 11 يناير،  من طرف القيادة الحزبية الاستقلالية، السابقة والحالية، بالكثير من الإيحاءات التي تحبل بالحث على نهج ممارسة النقد الذاتي، لتدارك بعض “أخطاء الماضي”، التي تم ارتكابها، لا سيما في عهد حميد شباط، الأمين العام للحزب، وضمنها الانسحاب من الحكومة.

امحمد بوستة، عضو مجلس الرئاسة، الذي يعتبر بمثابة أحد حكماء الحزب الكبار ، صبت كلمته في هذا المنحى، داعيا إلى  “إعادة لم شمل الاستقلاليين و المصالحة بين كافة المؤسسات التي تمثل الحزب، باعتبار أن وحدة الصف تشكل أساس و قوة الحزب على مستوى الساحة السياسية منذ عقود”.

وبدوره، تطرق عبد الكريم غلاب، أحد منظري الحزب، إلى قضية “الخلافات الداخلية”، التي اعتبرها سببا في انتهاء  وانهيار  وانحدار العديد  من الأحزاب في البلاد العربية، وكأنه يحذر حزبه من مغبة السقوط في هذه الدائرة من خلال الصراع بين حميد شباط، الأمين العام للحزب، وعبد الواحد الفاسي، منسق ” تيار بلا هوادة”.

 مؤلف رواية ” دفنا الماضي” ركز في كلمته على “الوحدة التي يدعو إليها حزب الاستقلال لتوحيد صفوفه” باعتبارها  “هي جوهر الاستمرارية و المضي قدما نحو طموحات وٱفاق جديدة”.

و بدوره، انتقد عباس الفاسي، الأمين العام السابق، والوزير الأول سابقا، ما اعتبره  غيابا للوحدة  واللحمة بين كافة مؤسسات الحزب التي ” افتقدها الحزب منذ ثلاث سنوات بسبب بعض الخلافات”، داعيا هو الآخر إلى “التقدم نحو الأمام وإحداث القطيعة مع نكسات الماضي وأسبابها”.

عباس الفاسي

وكغيره من قادة الحزب السابقين أو الحاليين، ركز  عباس الفاسي على أهمية  “مبدأ النقد الذاتي الذي تم إقراره في المجلس الوطني الأخير”، واصفا إياه  بأنه “خطوة إيجابية”، مؤكدا  “أن الخطأ وارد، و لابد من النقد الذاتي لتداركه وتصحيح ما يمكن تصحيحه”.

للمزيد: ذكرى 11 يناير تجمع مجددا بين شباط والفاسي ..وتكريس المصالحة في الواجهة

الموقع الاليكتروني لحزب الاستقلال، الذي أورد خلاصات مفصلة لكلمات وتدخلات قيادييه، أثناء التغطية الإعلامية، أغفل الإشارة إلى صفة عبد الواحد الفاسي، منسق ” تيار بلا هوادة”، مكتفيا بالإشارة إليه فقط ب” الأخ”،  وقد تطرق هو الآخر إلى ضرورة تفعيل  مبدأ النقد  الذاتي لتدارك كل ما فات.

عبد الواحد الفاسي

ونسب الموقع الاليكتروني للحزب  إلى  عبد الواحد الفاسي قوله،  إنه “يثمن مضامين البيان العام للمجلس الوطني المنعقد أخيرا، والذي قدم صورة حقيقية لمفهوم النقد الذاتي داخل حزب الاستقلال، مؤكدا على فخره بموقف المجلس الوطني وكل مكوناته، والقرارات المنصف الذي أعادنا إلى موقعنا الطبيعي”.

الفاسي استغل الفرصة أيضا  ليدعو كافة أعضاء الحزب، “في هذه المرحلة المفصلية التي يمر منها ليكونوا “مجندين ” لتصحيح المسار والانتقال إلى المرحلة المقبلة في أحسن الظروف وأكثر قوة صلابة من الماضي”.
أما حميد شباط، الأمين العام للحزب، فقد كان أكثر الاستقلاليين سعادة، بعد أن تمكن من طي صفحة الخلاف مع عبد الواحد الفاسي، ولم يعد أي أحد يطالبه أو يذكره بتنفيذ وعده السابق بالاستقالة، معتبرا لقاء الأمس  ” بأنه بمثابة  “شهادة ميلاد جديدة للحزب” الذي اعتبره بمثابة مدرسة في ممارسة “النقد الذاتي البناء”.

روابط ذات صلة:امحمد بوستة يجمع شمل الاستقلاليين ويوحد صفهم بشكل رسمي

 

 

اقرأ أيضا

بركة يقود الاستقلال لولاية ثانية ويقدم وعودا بتوحيد الصف

جرى ليلة السبت الأحد، انتخاب نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية.

الاستقلال يحسم في ترتيبات مؤتمره الثامن عشر

حسم حزب الاستقلال، عددا من النقاط المتعلقة بالمؤتمر العام الثامن عشر والذي سيعرف انتخاب أمين عام جديد.

الاستقلال يواصل تحضيراته لانتخاب قيادة جديدة

عقدت اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العام الثامن عشر لحزب الاستقلال، اجتماعا تدارست فيه استعدادات المؤتمر الذي سيعرف انتخاب أمين عام جديد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *