بعد تهديداته الأخيرة.. هل باستطاعة “داعش” أن يضرب المغرب؟

بعد التفجيرات التي أقدم عليها تنظيم “داعش” الإرهابي، في بعض البلدان، أصبح هذا التنظيم يحس بنوع من الغرور، لدرجة أنه بدأ يوزع تهديداته جزافا في حق مجموعة من الدول، كان آخرها المغرب، وذلك عقب تعاونه الاستخباراتي مع فرنسا. كيف يمكن أن يواجه المغرب خطرا مثل “داعش”؟ بالطبع. كانت للتهديدات الأخيرة التي وجهها هذا التنظيم الإرهابي، عبر مجموعة من التدوينات بمواقع التواصل الاجتماعي، أن توقظ الهواجس الأمينة، نحو ذلك الخطر البعيد من الناحية الجغرافية، لدرجة أنه توعد بلادنا بـ”تشريد الجند، وتفجير القصور، وهدم الاقتصاد”، انتقاما منا على تنسيق الاستخبارات المغربية مع نظيرتها في الدول الأوروبية، وكشف مخططاتها. هل بمقدور هذا التنظيم أن يضرب المغرب فعلا، أم أنها فقط محاولة لإرباك الأجهزة الاستخباراتية المغربية فقط؟

الإرهاب القادم من الشام!

إما أن تعلن البيعة له كيفما كان دينك وعقيدتك، أو يقطع رأسك. هذا النوع من الجهاد الذي يصطلح عليه بـ”جهاد التمكين” عند أبي بكر البغدادي، أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، والذي نصب نفسه أميرا للمؤمنين من على أحد منابر بغداد، تطور شيئا فشيئا إلى أن توسعت دولة الخلافة التي يحكمها، وهاهي اليوم تتوعد العديد من الدول في شمال إفريقيا، ومن بينها المغرب.

يرى عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أن هذه التهديدات تدخل في إطار الحرب الاعلامية، التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا “داعش”، وكذلك قد تدخل في إطار محاولة إرباك الأجهزة الأمنية لهذه الدول ومن بينها المغرب وبالتالي، يضيف المكاوي في تصريح لـ مشاهد24 أن “الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المغرب مستنفرة استنفارا كبيرا، وهي تنتظر مثل هذه “الدواعش” كي تنقض عليها”.

واستطرد المكاوي، أن “بهذه التهديدات تحاول “داعش” التخفيف على نفسها من الضربات الجوية، التي تقوم بها جبهة التحالف ضد الإرهاب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لنقل صراعها من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا وإلى الصحراء الكبرى، وهذه محاولات يستطرد المكاوي باءت بالفشل”.

هل نحن مستعدون “لداعش”؟

السلوك المشين الذي ينهجه أفراد تنظيم “داعش”، من تقتيل بالجملة وجز للرؤوس، أثارت الذعر في نفوس العديد من الدول ومن بينها المغرب، في ظل توسع هذا التنظيم في شمال إفريقيا، وتوثر الأوضاع في ليبيا. “لا يعني أننا بمنأى مائة بالمائة ضد أي عملية إرهابية قد يقوم بها هذا التنظيم وأخواته، في المغرب أو الجزائر أو تونس”، يقول محمد أكضيض الخبير الأمني في تصريح لـ مشاهد24، والذي استطرد قائلا: “الإرهاب لا ملة له، وكذلك إستراتيجيته جبانة قد تضرب في أي وقت وفي أي حين، ولهذا التنظيم (داعش)، خلايا نائمة في جميع دول المغرب العربي والإفريقي وأوروبا، وبالتالي قد يقوم بعملية انتحارية هنا أو هناك، والاستخبارات المغربية، معروف أنها مجندة تجنيدا كبيرا سواء في ليبيا أو العراق أو في سوريا، لتتبع الأوضاع والتطورات عن كثب”.

وأردف أكضيض، أن الحذر واليقظة هي الرهان الوحيد لمجابهة هذا التنظيم سواء في ليبيا أو سوريا أو في العراق، لأن الاستخبارات والمعلومات هو السلاح لضرب هذا التنظيم واجتثاثه، “والحمد لله المغاربة متضامنون في هذا الشأن، ويجب على الحكومة “السياسية” أن تعزز هذا الأمر بدعم ميزانية الأمن والتي أصبحت من الأولويات الضرورية”.
وشدد المتحدث ذاته، أن المغرب انخرط من سنوات طويلة في محاربة الإرهاب، وكذا تنظيم داعش، من خلال استراتيجة محكمة، وكان آخرها إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من أجل كبح أي خلل أمني، أو ضربات إرهابية قد تستهدف بلادنا.

واستطرد أكضيض، أن الأجواء هادئة في الشارع المغربي على العموم، لكن أعين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لا تنام، والمقاربة الوقائية والتدابير الاستباقية في ذروتها، درءا لخطر الارهاب.

إقرأ أيضا: المغرب “قوي قوي جدا” بعيون الدواعش

 

اقرأ أيضا

بالتعاون مع المغرب.. إسبانيا تعلن تفكيك شبكة موالية لـ”داعش”

أعلنت الشرطة الإسبانية، اليوم السبت، أنها تمكنت بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمغرب، من تفكيك شبكة للاشتباه في تورطها في التحضير لتنفيذ مخططين إرهابين وتمويل نشاط عناصر تنظيم “داعش”.

لفتيت يبحث مع نظيرته الألمانية سبل تعزيز التعاون الأمني والأخيرة تنوه بدور المغرب

عقد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، اليوم الاثنين بالرباط، لقاء مع وزيرة الداخلية والإدارة الترابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، نانسي فيزر، خصص لتدارس القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك وبحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الأمني بين البلدين.

البسيج

توقيف أربعة عناصر للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة

في إطار المجهودات المتواصلة لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية على ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *