شهد صالون اسماء بنكيران الأدبي بأكادير مؤخرا ليلة صوفية بامتياز، كرمت خلالها نجمة الملحون الفنانة القديرة ماجدة اليحياوي، التي قدمها الشاعر عبد اللطيف الوراري.
وقد كان ضيف الشرف لهذا الصالون في طبعته الخامسة الباحث في التصوف والسماع د. محمد التهامي الحراق، الذي قدمه الباحث عبد النبي ذاكر، وأحيت السمر الرمضاني الطائفة العيساوية الفاسية برئاسة المقدم بلمهدي سّي محمد، حسب مراسلة تلقى موقع ” مشاهد24″ نسخة منها.
ولقد عرف هذا السمر الرمضاني حضور المطرب الكبير محمود الإدريسي، الذي أضفى لمسة خاصة على هذه الليلة، حيث أدى ولأول مرة أغنية دينية جديد بعنوان “كل شي ديال الله” هزت الجمهور الحاضر.
ولأن الصالون الثقافي منفتح على الشباب فقد شارك الفنان يونس نواس الواعد في هذا الحفل حيث أنشد قصيدتين للحلاج: ” لا تيأس” و “حنين الروح” .
الحفل تميز بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين من بينهم الأستاذ أحمد بلقاضي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، الأستاذة السعدية الباهي البرلمانية و نائبة رئيس المجلس البلدي لأكادير ، الأستاذ حسن بن حليمة رئيس جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، الباحث بوشعيب الشوفاني، نقيب الشرفاء الشوفانيين، الفنان توفيق شكران ، الشاعرة فاطمة مستعد، الفنانة المتألقة سامية أحمد والقاصة لطيفة باقا.
وقبل أن تعطي الشاعرة أسماء بنكيران مديرة الصالون الثقافي انطلاقة السمر الرمضاني توجهت بالشكر إلى كل الجهات التي انخرطت في نفس الأفق الذي ينتصر له الصالون الثقافي، وخصت بالذكر جامعة ابن زهر بأكادير في شخص رئيسها لدكتور عمر حلي و كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنفس الجامعة في شخص عميد الكلية أحمد بلقاضي، والمجلس البلدي لأكادير في شخص الأستاذة السعدية الباهي برلمانية، و نائبة رئيس المجلس البلدي للمدينة.
هذا، وتفاعل الحاضرون بقوة مع الوصلة الفنية الصوفية التي قدمتها الطائفة العيساوية الفاسية برئاسة المقدم بالمهدي سي محمد، ووصل الانتشاء الروحي أوجه مع أنشاد الفنانة ماجدة اليحياوي لقصيدة “البراقية” وهي من روائع طرب الملحون.
ومما جاء في كلمة الدكتور محمد التهامي الحراق ضيف شرف الصالون:
“تسلُبني خطفةُ الحيرةِ بين الصمت والصوت، فلا أجد لوجدي مُقاما، ولا لِحالي لحنا أو كلاما؛ فلا الصيام عن القول بِحَلٍّ، ولستُ من البوح في حِلٍّ، وبينهما يتخطفنِي البينُ، وإن أنِستُ بين أحبتي ونأي البينُ…
فدلوني، بالله عليكم نصيحة أحباء، أينَ المهرب؟ما المخرج؟… بالله لا تخيبوا الرجاء، هل ثمة بين الحركة والسكون ميناء؟ أم هو قدَرُ السكارى بِحُبِّ المعرفة وحكمُ القضاء؟ أن يتخطفنَا بأسرارِه التي لا تنقال بهاءُ اللقاء؟ و “القرصانة”، يا لمكر المجاز وكيد النساء، قديسة فِي ديوان الكيمياء… خبرت معنى الجمعِ و وصفةَ المؤالفة و خوالجَ الاحتفاء؛ بل أحكمت سرّ المزج السعيد بين شرارة اللهبِ وسريرةِ الماء، ألم تبُح ذاتَ وحشة في أعالي “حرّْ لكلام” (ديوان زجلي لصاحبته أسماء بنكيران).
“خلِّي عينيكْ تلبسنِي
تسكنِّي
تْغْرَقْ فبحورْ عينيَّا
خلِّي أمواجْهَا .. تحرقْنِي
تسرقْ مْنْ ذاتِي
خلِّيهَا تزندْ في دمعَاتِي
و فكُلْ دمْعَة .. صورْتْكْ تبَانْ”
يقينٌ أنني لستُ أول ضحايا هذه الكيمياء.. يقينٌ أنني لستُ أول المُغَرَّرِ بهم في مثل هذا المساء.. يقينٌ أنني وقعْتُ في قفص البهجة اسماً آخرَ في ديوانِ أسماء..
فتحيةً لا يقولُها حرف، ولا يطيقُها وصفٌ للبهيةِ السنيةِ السميةِ للا أسماء… لا تَعجبُوا .. لا تندهلُوا.. لا تستبعدوا أن تُثْنِيَ ضحيةٌ على قُرْصانِها، فتلكَ حجّةٌ أخرى على مفعول الكيمياء؛ كيمياءِ الصدق في البذل، ونُسُكية السعيِ، وسخاءِ العطاء، بلا طمعٍ في عِوَضٍ أو توقعِ شُكُورٍ أو جَزاء..
ثم تجلةً لحضن هذا الصالون أمًا و أباً استثنائيينِ، وعائلةً عريقة، وأصدقاءَ مخلصين، ومدينةً تقطرُ ظمأً لمثل هذا الرُّوَاء..
و فائض الفرحِ بتكريم عزيزةٍ في الفن، وشقيقة في عشق التراث، ونجمة في الإعلام محبوبة بلا مراء؛ ماجدة اليحياوي عنوانِ المجد والألق والإزدهاء..
كما أجدني جدَّ شاكر، لعَلَم ناصعٍ فاخر، د. عبد النبي ذاكر.. ذاك الذي ما أنطقهُ بما نطقَ من إطراءٍ سوى حُسنِ ظنهِ بالعبد القاصِر..
و كل تقديري لرمزِ العطاء الإبداعي الأصيل و أيقونةِ الأغنيةِ المغربية الباذخة…الفنان الرائق الفائق الأستاذ محمود الإدريسي، وكذا الوفد الكريم المرافق له؛ و في طليعتهم نقيب الأفاضل الشوفانيين و الخبير الروحي الكبير ذ. بوشعيب الشوفاني…على شهامةِ القدومِ و استثنايةِ الحبِّ و إبداعية المشاركة..
وأخيرا لا آخر، كاملُ الود لرواد الصالون، مبدعينَ ومثقفينَ وفنانينَ وولُوعين … مَنْ أجدُ في صحبتهم اليومَ أكبر عزاء، أن أكون اسماً آخر من أسرى البهاء؛ أسرى سعداء أن يكون قفصُهم قلباً بسِعَة البحر وُدَّا، وأفُقِ الحَفَاَوة سماءً…فثناءً بلا منتهى.. و دوامُ الألَقِ هو المشتهى، لـ”صالون بن كيران أسماء””.