الرئيسية / المغرب الكبير / المنصف المرزوقي: “الربيع العربي سيعود لأن المشاكل التي طرحها لم تحل”
المنصف المرزوقي
الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي

المنصف المرزوقي: “الربيع العربي سيعود لأن المشاكل التي طرحها لم تحل”

كان تولي محمد المنصف المرزوقي رئاسة الجمهورية في تونس أحد اللحظات البارزة في فترة ما بعد الثورة، خاصة وأنه من أحد الوجوه الحقيقية المعروفة التي عارضت نظام زين العابدين بن علي ما اضطرها إلى العيش خارج البلاد.

في سنة 2014 انهزم المرزوقي في الانتخابات الرئاسية أمام الباجي قايد السبسي، السياسي البارز الذي تقلد مسؤوليات في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة وخلفه بن علي قبل أن يرأس الحكومة بعد الإطاحة بهذا الأخير.

الانتخابات عرفت حينها تخلي حزب حركة “النهضة” عن المرزوقي، الذي كان حليفها في فترة حكم “الترويكا”، حيث تحالفت مع حزب “نداء تونس” الذي أسسه قايد السبسي. حول هذا التحالف، ووضع تونس اليوم والربيع العربي وأشياء أخرى تحدث الرئيس التونسي السابق في حوار مع مجلة le Point الفرنسية.

المرزوقي اعتبر أن تونس ليست بخير على عكس ما يروج له في الغرب من أنها ”قصة نجاح”، وهي الصورة التي قال إنها تروج بالنظر إلى الأوضاع في بلدان أخرى مثل سوريا وليبيا والعراق.

لكن، بالنظر إلى “مشروع الثورة التونسية”، يضيف الرئيس السابق، فإن البلاد تعيش “فشلا تاما، حيث تم إجهاض مساعي تحديث البلاد ودمقرطتها وتحقيق العدالة الاجتماعية فيها.

المنصف المرزوقي وجهت الاتهامات إلى الدول العربية والغربية بأنها أوقفت هذا المسار، في سوريا وليبيا واليمن ومصر، وأيضا في تونس وإن تم ذلك بطريقة “ناعمة” وبعيدا عن العنف الذي غريب على تونس.

المرزوقي ذهب أبعد من ذلك من خلال القول بأنه تم النكوص عن الشعارين الكبيرين للثورة، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مضيفا أن النظام السابق عاد بكثير من الدهاء، في حين يتم الترويج لمقولة “قصة النجاح” لإطالة أمد الوهم على حد تعبيره.

“تونس هي اليوم أمام أزمة أخلاقية واقتصادية وسياسية”، يقول المنصف المرزوقي، مضيفا أن “الربيع العربي سيعود لأن أيا من المشاكل التي كانت مطروحة لم تحل”.

الرئيس السابق مضى أكثر في رسم صورة قاتمة عن بلده حين قال إن تونس تعيش “ديمقراطية فاسدة” و”مافيوية” حيث اليد الطولى للفساد والمال القذر في الإعلام، وأن تونس صارت من أكثر دول المنطقة فسادا.

“إذا كانت تصفية الربيع العربي في تونس تمت بطريقة ذكية جدا، فذلك راجع إلى كون بنية البلاد متجانسة جدا، على عكس سوريا. ليس لدينا شيعة وسنة ودروز في آن واحد، ولسنا بلدا قبليا مثل ليبيا، وليس لدينا جيش انقلابي مثل مصر، ولدينا طبقة متوسطة حية..”، يقول المنصف المرزوقي.

النظام السابق، أو الدولة العميقة، حسب المرزوقي، عمل على إفشال تجربة “الترويكا” وفترته الرئاسية من خلال تهديم أسس الاقتصاد والقيام باغتيال سياسيين بارزين ووقف كل الإصلاحات التي كانوا في التحالف الحكومي يريدون تمريرها من أجل إظهار الحكومة بمظهر العاجز، ليكتمل ذلك من خلال مجيء الرئيس قايد السبسي إلى الرئاسة.

واعتبر المنصف المرزوقي أنه رغم حملات التشويه التي طالتها، طيلة ثلاث سنوات، ذهب إلى الدور الثاني وحصل على نسبة 45 بالمئة من الأصوات، مضيفا أنه بالرغم من اقتناعه بالتلاعب الذي تم في الانتخابات، إلى أنه لم يرد أن يقود البلاد إلى سيناريو على شاكلة الكوت ديفوار.

المرزوقي قال إنه لا يقبل بالتحالف مع النظام السابق، على خلاف حركة “النهضة”. وحول تحالف هذه الأخيرة مع “نداء تونس”، اعتبر الرئيس السابق أن ذلك راجع لرغبة الإسلاميين في البقاء، وبالتالي فهم مستعدون للتفاوض مقبل الحفاظ على حزبهم.

وأضاف رئيس حزب “حراك تونس الإرادة” أنه وجهت له انتقادات كثيرة لتحالف مع الإسلاميين، لكنه قراره كان مرتكزا على منطلق أخلاقي وآخر واقعي بحكم الوزن السياسي لحركة “النهضة”. تحالف الحركة مع “نداء تونس” قائم في نظر المرزوقي على الخوف من أن تتم إزاحتهم، وهذا الخوف تولد لديهم منذ الانقلاب الذي حدث في مصر عام 2013، مضيفا أن الإسلاميين إذا “أرادوا أن يكون جزءا من النظام الذي أصبح أكثر فأكثر منبوذا من طرف التونسيين، فتلك مشكلتهم”.

للمزيد: أعطاب الجزائر كما يرصدها أستاذ اقتصاد أمريكي