اعتبرت فوزية برج أستاذة علم الاجتماع، أن مفهوم الدولة المدنية في المجتمعات الإسلامية يتعلق بإشكالية بين الهوية والمرجعيات العقدية، مشيرة في الوقت نفسه أن الدولة المدينة تطرح نفسها بحدّة لأنها أساس الأمن المجتمعي ولا يمكن تحقيق الأمن بدونها.
وأوضحت برج، أنه كلما حاولنا نحن المسلمين تحقيق دولة دينية، إلا وقعنا في فتن واقتتال داخلي، لأن الإسلام بطبيعته دين لا يحتمل قيام دولة دينية”لأنه دين ليس فيه سلطة لمن يتكلمون باسمه”.
ولاقت الباحثة في علم الاجتماع ، اعتراض مجموعة من الحاضرين في المكتبة الوطنية التي ألقت فيها كلمتها بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لرمضانيات يعقوب المنصور ليلة أمس في المكتبة الوطنية في الرباط، حينما قالت”الاجتهاد في الإسلام إما في القضايا التي فيها نص أو تلك التي ليس فيها نص، لأن المصلحة العامة وتجربة المجتمع هي المرجع الأساس وليس مايسمى بالشريعة، فتاريخ العالم الإسلامي تاريخ مليء بالفتن”.
وأضافت، “هناك من يعتقد أن تبني الدولة المدنية اليوم إذا تبنيناها فهي إما لمصلحة المثقفين أو المرأة أو الأقليات لذلك فالدولة المدنية ليست في مصلحة المسلمين لأنهم يتوزعون لمذاهب مختلفة والشيعة والسنة يتوزعون لطوائف”.
في السياق ذاته، اعتبرت فوزية برج، أن القرآن لم يأت ولم يأمر بإنشاء دولة إسلامية”النص القرآني لا نجد فيه تأسيس لنظام الدولة، فالصحيفة التي وضعها النبي في المدينة تعني عدم حصر المواطنة في المسلمين واعتبر أن اليهود مواطنين لهم حقوق وواجبات لذلك ما أقامه الرسول ليس دولة دينية، لأن الاجتماع الإسلامي الإنساني يقوم على أساس العقد الاجتماعي بين مختلف الفئات المكونة للمجتمع ولا يمكن وجود مجتمع ديمقراطي بين عشية وضحاها فذلك يتطلب المرور بمسالك شائكة، كما أنه لا يمكن التسليم بوجود دولة كاملة أو مكتملة”.