وضع عدد من الإعلاميين المغاربة، الإعلام في المملكة على طاولة التشريح، خلال ندوة حول موضوع ” صناعة الرأي العام”، وذلك ضمن فعاليات الملتقى الوطني السابع للإعلام والكاريكاتير، المنعقد حاليا في مدينة شفشاون.
وقد كان أول المتدخلين هو الإعلامي احمد إفزارن، مدير جريدة” الخضراء”، في طنجة، وصاحب الصوت الإذاعي المعروف في إذاعة ميدي 1 سابقا، فسجل أن الرأي العام اليوم، أصبح ينتمي إلى الإعلام الجديد الذي أفرزه الإعلام الرقمي.
وتساءل عن غياب مشروع قانون الحق في الوصول إلى المعلومة، مشددا على أنه بدون تمكين الصحفي من المعطيات والحقائق، لن يكون هناك أي تحليل صائب للملفات ومستجدات الأحداث.
وهذا التساؤل تقاسمه مع إفزارن بعض ممارسي مهنة الصحافة، انطلاقا من معايشتهم اليومية للإكراهات والتحديات بسبب حجب المعلومات عنهم من طرف الجهات المعنية.
عبد الله الدامون، مدير يومية ” المساء”، بحسه النقدي الساخر، الذي يكتب به عادة مقالاته، استهل تدخله، متسائلا حول مدى وجود رأي عام حقيقي، قبل أن يحسم في الجواب: ” الرأي العام كائن هلامي، غائب أحيانا، وحاضر أحيانا في “الفايسبوك”.
وقال الدامون، في هذه الندوة التي أدراها بكفاءة واقتدار الإعلامي محمد احمد عدة، إن الرأي العام تصنعه الدولة، من خلال تحكمها في مختلف وسائل الإعلام العمومي وغيره، ” ونحن في الصحافة نحاول فقط التقليل من الخسائر فقط”، على حد تعبيره.
ومن جهته، تحدث الإعلامي عبد الصمد بن الشريف، عن ” هذا الرأي العام الهلامي”، مشيرا إلى إلى أن التحولات الجديدة في ظل الحراك خلقت ثقافة جديدة.
وأبرز أن الإعلام العمومي، رغم الهوامش المتاحة أمامه، مازال يتجنب مناقشة القضايا التي تستأثر باهتمام الناس، مستحضرا تجربة القنوات التلفزيونية الفرنسية، التي تلامس كل الملفات، بغض النظر عن طريقة معالجتها.
وانتقد بن الشريف بقوة أداء الإذاعات الخاصة، وأسلوب تعاطيها المهني مع السياسة والمجتمع، كما لاحظ أن ” بعض الجرائد المغربية لاتهتم إلا بالإثارة والجرائم”، للرفع من المبيعات.
ودعا المتحدث ذاته إلى عدم نهج سياسة التعتيم الإعلامي على الشارع المغربي، مطالبا بفرض الشروط المهنية الحقيقية في مختلف وسائط الإعلام، وذلك من خلال التكوين والانفتاح على المجتمع.
آخر المتدخلين في الندوة، الإعلامي جمال بودومة، وهو صاحب ركن أسبوعي في يومية ” المساء”، أبدى جملة من الملاحظات، تخص الأداء المهني للإعلام في المغرب، وأكد أن الصحافي لابد ان يكون مسؤولا عن مهنته.