جدّدت العديد من الدول من شتى أقطار العالم خلال الآونة الأخيرة، تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه.
وبات مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يحظى بتأييد متعاظم من طرف المجتمع الدولي، ما وضع النظام العسكري الجزائري – الذي يناور لإبقاء النزاع المفتعل خدمة لمصالحه – في موقف حرج وكأنه خارج السياق.
وتم الإعلان عن هذا الدعم في لقاءات متفرقة جمعت في الآونة الأخيرة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بعدد من المسؤولين، آخرهم وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا، إيغلي حسني.
بدورها، جددت أربعون دولة، اليوم الاثنين، تأكيد دعمها لسيادة المغرب التامة والكاملة على صحرائه، وذلك خلال الدورة الـ 58 لمجلس حقوق الإنسان، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 4 أبريل المقبل بقصر الأمم بجنيف.
وفي تحليله لأبعاد ودلالات هذا الزخم، قال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية جامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن المغرب وتحت قيادة الملك محمد السادس أعاد التفكير في منظور جديد لدبلوماسية نشيطة في جميع القارات، مشيراً إلى أن هذا التوجه كشف لدول العالم حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والأطراف الرئيسة فيه.
وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن نتائج هذه الدبلوماسية النشيطة بدأت تعطي أكلها خاصة بعد عودة المغرب إلى بيته الأفريقي (الاتحاد الأفريقي)، مشيراً إلى الأدوار الكبيرة التي تبذلها أيضا الدبلوماسية الموازية إلى جانب الدبلوماسية الرسمية في الدفاع عن القضية الوطنية.
وبيّن الخبير في الشؤون الدولية، أن الدبلوماسية المغربية فضحت ألاعيب النظام العسكري الجزائري وأساطير جبهة “البوليساريو” الانفصالية أمام دول العالم، حيث أضحت دول المعمور تدرك جيداً أن نظام العسكر يبني أسس استمراريته على هذه القضية للتغطية على فشله ولنهب خيرات الشعب الجزائري.
وزاد مفسراً: “في السابق استقطب النظام العسكري الجزائري بعض الدول بناء على شعارات ثورية وغيرها؛ لكن هذه الخطابات الشعبوية والمعسولة انكشفت للرأي العالمي بفضل مجهودات الدبلوماسية المغربية”. لافتاً أن الأرقام والإحصائيات تؤكد ارتفاع عدد الدول الداعمة لمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد والأوحد من أجل حل نهائي لقضية الصحراء المغربية.
ويعتقد مكاوي أن هذ الزخم يتزامن مع التحولات العميقة التي يشهدها العالم على مستوى العلاقات الدولية، وظهور فاعلين جدد يحددون مسارات النزاعات في العالم.
وفي سياق آخر، يرى الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أن شبكات التواصل الاجتماعي فضحت بدورها الخطابات الشعبية التي روجها النظام العسكري الجزائري لعقود، مشيراً إلى أن هذه الوسائل الحديثة أظهرت أيضاً تناقض الخطاب الذي يقدمه حُكام الجزائر.
وفي ظل المكتسبات التي تجنيها الدبلوماسية المغربية – يستطرد مكاوي- يسير ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية نحو الطي النهائي. قبل أن يستدرك بالقول: “طالما هناك نظام عسكري شمولي في الجزائر يبني أسس سياسته الخارجية على هذه القضية فوجب الحذر”. على حد تعبيره.