أكد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، يعد محطة لتقاسم الحوار والنقاش بشأن ومن أجل قضايا نبيلة وذات أهمية بالنسبة للقارة الإفريقية.
وأضاف العلمي في كلمته الافتتاحية للمنتدى اليوم الخميس بالرباط، أنه إذا كانت التحديات التي تواجه القارة الإفريقية معروفة، فإنه ينبغي إعادة التذكير بها لغايتين أساسيتين تتمثل الأولى في توحيد الرؤية إزاء المعضلات، وتتجلى الغاية الثانية في بناء وعي تاريخي إفريقي جديد متوجه إلى المستقبل، على أساس إدراك صعوبات وإكراهات الحاضر.
وأبرز أنه تأتي في مقدمة هذه التحديات، عودة تناسل النزاعات، الداخلية أساسا، في بعض بلدان القارة، لافتا إلى أن هذا التحدي يتغذى ويغذي أحيانا نزعات الانفصال ومحاولات تقويض الوحدة الترابية للدول وسيادتها.
ولفت إلى أنه “ومع كامل الأسف، فإن هاذين التحديين يلتقيان أحيانا، ويتواطئان في أحيان أخرى، مع ظاهرة الإرهاب المقيت والتطرف العنيف، مما يقوض الاستقرار في عدد من المناطق. ولا يكتفي الإرهاب والانفصال بإيذاء الناس وترويعهم وتهجيرهم، بل يسعيان إلى تقويض الاستقرار ونشر الفوضى، وتعميم حالة اللادولة والتمدد خارج سياقهما الجغرافي، ووضع اليد على المقدرات الطبيعية للأمم”.
من جهة أخرى، تطرق العلمي إلى التحدي الذي تصطدم به القارة الإفريقية في طموحها إلى الصعود الاقتصادي، وهو انعكاسات الاختلالات التي تكلف القارة كثيرا جراء الجفاف، والتصحر، وانجراف التربة أحيانا، والفيضانات في أحيان أخرى، في الوقت الذي لم ولا تستفيد من ثمار التصنيع، والتراكم التاريخي الناجم عنه.
وأشار في هذا السياق، إلى مبادرات واعدة واستراتيجية مطروحة على الأرض، منها مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل الإفريقية من الولوج إلى المحيط الأطلسي اللذين أطلقهما الملك محمد السادس، ويتكاملان مع مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب أوروبا، مرورا بـ13 دولة.