أكد عبدالمنعم الكزان الباحث في السوسيولوجيا السياسية، أن ملف الصحراء المغربية شهد سنة 2024 دينامية غير مسبوقة، حيث لم يعد الدعم الدولي مقتصرًا على بيانات عابرة، بل تطور إلى مواقف صريحة ومبادرات عملية.
وأشار الكزان في تصريح لمشاهد 24 أن رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليوز الماضي للملك محمد السادس تاريخية، إذ أعلنت فرنسا رسميًا دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، وهو موقف تعزز خلال زيارة رسمية إلى المغرب في أكتوبر الماضي.
وتابع بالقول أن التغيير الملحوظ انعكس بجلاء في قرار مجلس الأمن رقم 2756 الصادر يوم 31 أكتوبر الماضي، الذي يكرس الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 كحل سياسي واقعي وذي مصداقية، وقد انضمت أربع دول أوروبية جديدة، بينها سلوفينيا والدنمارك، إلى قائمة داعمي المبادرة، ليرتفع عدد الدول المؤيدة إلى 113 دولة، منها أكثر من 20 دولة أوروبية.
على الصعيد القاري، يشير الكزان أن العودة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 أثمرت عن تغييرات جذرية في المواقف، إذ تحولت هذه المؤسسة من منصة للضغط إلى فضاء للتعاون والتكامل، متماهية مع توجهات الأمم المتحدة نحو إيجاد حل سياسي متوافق عليه.
وشدد على نجاح المغرب في تحقيق مكاسب دبلوماسية لافتة في البرلمان الأوروبي، حيث شهدت سنة 2024 اختفاء المجموعة التي تعنى بملف الصحراء لأول مرة منذ 22 سنة، في مؤشر قوي على تغير الموقف الأوروبي العام تجاه قضية الصحراء المغربية.
وأبرز أن ملف الصحراء المغربية شهد تطورات ملحوظة في علاقات المملكة مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، التي باتت شراكاتها تشمل الأقاليم الجنوبية، في حين واصلت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي دعم الموقف المغربي الثابت.
وأكد الكزان في الأخير أن نجاحات المملكة في ملف الصحراء المغربية لم تكن محض الصدفة، بل هي نتاج رؤية استراتيجية حكيمة ترتكز على الجمع بين الدبلوماسية والتنمية.