قال الدكتور محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن اتفاق رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، ورئيسة البرلمان الأوروبي، روبيرتا ميتسولا، على خارطة طريق لإعادة إحياء العلاقات بين البرلمانين المغربي والأوروبي، ستضع النقاط على الحروف، وستُفضي إلى تجاوز كل الاختلالات.
ويرى الغالي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذه الخطوة ستُحاول أن تُخرج البرلمان الأوروبي من حالة العزلة التي يعانيها، مستدركاً بالقول: “في ظل الدينامية والنجاحات الدبلوماسية الكبرى التي تحققها المملكة المغربية خاصة على مستوى مجلس الأمن والقرارات التي اتخذها هذا الأخير؛ أحس البرلمان الأوروبي بأنه يعيش نوعا من العزلة”.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن خارطة الطريق هذه ستبني علاقات جديدة بين البرلمانين من أجل خدمة كل ما هو مشترك، وتحقيق أهداف حسن الجوار التي تربط بين المملكة المغربية ودول الاتحاد الأوروبي.
وشدد المتحدث على أن الجمود الذي خيّم في الفترة السابقة لا يخدم المصالح الاستراتيجية والجيوسياسية للاتحاد الأوروبي، مبرزاً أن خارطة الطريق التي تم الاتفاق بشأنها ستُشكل فرصة لتوضيح طريقة التعامل وتعزيز الاحترام المتبادل في ظل المستجدات التي طرأت على قضية الصحراء المغربية، إلى جانب تغيير مجموعة من الدول المؤثرة موقفها تجاه القضية الوطنية آخرها فرنسا.
وأشار إلى أن العلاقات بين البرلمان الأوروبي والمغربي تدهورت كثيراً في السابق بعد محاولات خبيثة قامت بها مجموعات برلمانية أوروبية للإضرار بمصالح المغرب وسمعته، مشدداً على أن الوضع الجديد سيحترم الشروط المغربية.
وأردف الخبير السياسي: “أوروبا تعي جيّداً أهمية مصالحها مع المملكة؛ خاصة وأن المغرب لم يعد يعتبر الاتحاد الأوروبي كبديل أساسي؛ إذ قام بتنويع شراكاته مع مجموعة من الدول مثل الصين والهند والولايات المتحدة وغيرها”. مؤكداً أن البرلمان الأوروبي “ليس على ما يُرام؛ وبالتالي استمرار حالة الجمود مع نظيره المغربي سيُفقده البريق”.
وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبيرتا ميتسولا، أكدت في مباحثاتها مع رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، أمس الثلاثاء ببروكسيل، “المكانة التي يحتلها المغرب في الجوار الأوروبي، بفضل استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإنجازاته العديدة في مختلف المجالات، وسياسته الخارجية، تحت قيادة الملك محمد السادس”.
وقال الطالبي العلمي، في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع ميتسولا، “تدارسنا عدة مواضيع واتفقنا على تحديد خارطة طريق ومنهجية عمل لإعادة التعاون بين البرلمانين المغربي والأوروبي إلى وضعه الطبيعي، وتجاوز كل الاختلالات التي شابت هذه العلاقات”.
وأكد العلمي، الذي قام بزيارة للمؤسسة التشريعية الأوروبية بدعوة من رئيسة البرلمان الأوروبي، “الرغبة الأكيدة، التي عبرت عنها ميتسولا، في إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي”، وذلك بعد الانتخابات الأوروبية الأخيرة وإعادة هيكلة البرلمان الأوروبي.