هل تسعى الجزائر لجر المغرب إلى الحرب؟

في محاولة استفزازية جديدة، أطلقت عناصر مسلحة تنتمي إلى جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أول أمس السبت، مقذوفات بالقرب من مهرجان احتفالي بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، في منطقة المحبس.

وتأتي هذه العملية الجبانة؛ وسط تزايد الاعترافات الدولية بحق المغرب في سيادته على الصحراء.

ويبدو أن خصوم المغرب الذين يجدون أنفسهم محاصرين أمام توالي القرارات الدولية والتأييد المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، باتوا غير قادرين على مجابهة المكتسبات التي تحققت في قضية الصحراء المغربية.

وفي غضون ذلك، يرى مراقبون أن النظام الجزائري يريد جر المملكة إلى حرب إقليمية، بعد استنفاذ جل أوراقه، وقرب طي النزاع المفتعل.

تشويش فاشل

قال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء، أفقدت الجزائر صوابها، مؤكداً أن ما حصل في منطقة المحبس قبل أيام، يُبيّن أن الجزائر تحاول استفزاز المغرب، والتشويش على الانجازات المُحقّقة.

وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن تاريخ الحروب والأزمات السياسية يشير إلى أنه عندما تفشل السياسية فإن أحد الأطراف يلجأ إلى المناوشات أو الحرب لترجمة مطلبه على الأرض، مبيناً أن النظام الجزائري يريد تطبيق هذه النظرية، إذ يحاول منذ سنة 1963 جر المملكة إلى حرب إقليمية مفتوحة.

ويرى الخبير العسكري، أن إطلاق مقذوفات من قبل مليشيات “البوليساريو” على مهرجان احتفالي بذكرى المسيرة الخضراء بمنطقة المحبس، هو عمل إرهابي، تم تنفيذه بعد الحصول على الضوء الأخضر من طرف القيادة العليا الجزائرية وقصر المرادية.

وزاد مستدركاً “أرادوا إحداث مجزرة في صفوف المحتفلين، لكن القوات المسلحة الملكية كانت بالمرصاد”. مبرزاً أن المغرب لن ينجر إلى حرب “تحلم” بها الجزائر منذ عقود، لكنه سيكون حاسما في الرد على أي محاولة للمساس بالوحدة الترابية المغربية.

وبحسب المعلومات التي يتوفر عليها موقع “مشاهد24″، فإن 9 عناصر مسلحة تنتمي إلى جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أطلقت 6 مقذوفات من نوع “أورج دوستالين” يبلغ مداها 40 كيلومترا.

وتلقت هذه العناصر الانفصالية تدريبات مكثفة داخل الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بـ”شرشال”، التي تعد أول مؤسسة تكوينية عسكرية في الجزائر.

ويعتقد مكاوي، أن مثل هذه المناوشات الفاشلة قد تتكرر لأن النظام الجزائري لم يعد أمامه أي سبيل سوى التشويش والاستفزاز ومحاولة خلط الأوراق، وذلك في ظل النجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية وتوالي الاعترافات بمغربية الصحراء.

واعتبر الخبير العسكري، أن الهجوم الذي نفذته ميليشيات “البوليساريو” يتناقض مع قرارات مجلس الأمن، التي تدعو إلى احترام وقف إطلاق النار والسعي إلى حلول سلمية وواقعية. مستطرداً بالقول: “يتضح من ذلك أن جبهة البوليساريو لا تمتلك قرار الحرب أو قرار السلم، لأن هذه الجبهة الانفصالية التي يحركها النظام الجزائري، هي بمثابة سجل تجاري يستثمر فيه جنرالات الجزائر أموال البترول والغاز”.

وشدد مكاوي، على أن المغرب “يتوفر على ترسانة عسكرية جد متقدمة، قادرة على إبطال أي هجوم ورصد تحركات الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو”.

اقرأ أيضا

الجزائر

للتغطية على انتكاسته في قضية الصحراء المغربية.. النظام الجزائري يحاول الركوب على الأزمة الليبية

يروج إعلام النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية بشكل واسع لاجتماع آلية دول الجوار الثلاثية بشأن ليبيا المزمع عقده يومه الخميس بالعاصمة الجزائرية، والذي يشارك فيه وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر.

ماذا بعد اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 حول الصحراء المغربية؟

بعد تصويت مجلس الأمن الأخير، والذي رسخ مبادرة الحكم الذاتي كمرجعية أساسية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من المرتقب أن تُواجه الجزائر ضغوطا دولية لقبول الوضع الجديد، إذ سيُضعف القرار موقفها الداعم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية أمام المجتمع الدولي.

العلمي: قرار مجلس الأمن انعطافة تاريخية في ملف وحدتنا الترابية تجسد قيمة قيادة الملك

أكد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن تصويت مجلس الأمن على القرار رقم 2797 بشأن قضية الصحراء المغربية، لا يجسد فقط إقرارا بحقوق تاريخية ثابتة وبسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، بل إنه أيضا تكريس واعتراف وعربون ثقة من المنتظم الدولي في النموذج السياسي والمؤسساتي المغربي، والذي قوامه وركائزه التنمية في أبعادها المختلفة، والديموقراطية بمضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والانفتاح والتشبث بقيم السلم والتسامح والعيش المشترك واحترام الآخر.